شِيَمُ الكِرَامِ.. وَآَمَالٌ تَبلُغُ عَنَانَ السَّمَاءِ
هكذا هو قدر الشعوب وقادتها المحبة للسلام، والتي تقدس تراب وطنها، وتحرص على رعاية مصالح شعبها والدفاع عنها.. فمن يتأمل مسيرة الأحداث التي عصفت بوطننا، مع كل هذه التحديات والمخاطر، يدهش لهذا الصمود المذهل، صمود على كل الجبهات السياسية والاقتصادية والمعيشية، إذ خرج سالماً من معركته مع الإرهاب، ووقف سوراً منيعاً أمام طيش الطامعين وإستراتيجياتهم المزيفة ومغامراتهم المجنونة، أطماع تم وأدها منذ ولادتها، بقدرة جيش التف حوله الشعب، وإرادة لا تلين لقيادة وضعت نصب عينيها الحفاظ على كل مقدرات البلد وحقوق الشعب والدفاع عن كل ذرة تراب، فسطّرت أعظم قصص النجاح في مواجهة أكبر التحديات والمؤامرات، وخاضت حرباً مع الإرهاب ونجحت، وفي الوقت ذاته قدمت ملحمة إنسانية، في مواصلة الخير والتخفيف من أوجاع مفرزات الحرب القذرة، فكانت بلسماً يداوي الجراح هنا وهناك، و سعت في كل مجال لتوفير حياة كريمة للمواطن، شعرت بهمومه وآلامه، بدخله ومعيشته، وما يعتمل في صدره، وما يسعده، عبر تخفيف الأوجاع، فبقيت في قصة صعود مستمر، ومسيرة مجد لا ينقطع، في صيرورة تاريخية لوطن شامخ ومنيع..
مر العيد، والعالم يقف على جملة من المتناقضات وهول من أحداث تهوج وتموج، وربما يصل المطاف إلى نذر حرب خطيرة، مواجهة مخيفة بين دول ترعى وتنشر الإرهاب في كل أرجاء المعمورة.. ودول تدافع عن حقوقها وأمنها القومي.
وهذه النذر ومؤشراتها وسلبياتها قد يتصاعد شررها في أي لحظة، ناهيك عن التبعات التي أصابت اقتصادات الدول وعكرت صفو عيش الشعوب..
ورغم حجم التحديات، كان تفكير الدولة منصباً على كل شي يزيل ويخفف من أوجاع المواطن ويحقق الأمن والاستقرار، وينهي كل العقد والآثار التي نتجت عن حرب لئيمة غاشمة..
من هنا جاءت مراسيم العفو والمنح المادية لتبث راحة ومودة في صدور العباد، بزغت كواحة استقرار وسلام وأمان لدى من توهته الأحداث وخابت توقعاته الزائفة، فجاء الصفح والتسامح من جانب الدولة عن الذين ضلوا جادة الصواب، وربما أعمتهم الأكاذيب والشائعات المغرضة، فتاهوا وعميت بصيرتهم، إلا أن الدولة ومسيرتها لن تتوقف عند أخطاء وقع بها بعض من أبنائها، فهي الأم الرؤوم، تحنو على أطفالها، صفحت عنهم، وتسامت عن ارتكاباتهم وأخطائهم، فتهديهم إلى الطريق القويم، ليكونوا اليوم قبل الغد أشخاصاً فاعلين منتجين، لا أشخاص هدم غير فاعلين في مجتمعهم..
وطننا لديه من المواقف والخصائل ما قل نظيره ببلدان أخرى، يشهد تحولات منذ أن بدأت عملية البناء قبل سنوات طويلة و التي مازالت حتى يومنا هذا مستمرة وبوتائر مختلفة، نشهد فيها نقلات غير مسبوقة، ليس على صعيد الإنتاج والعمل فقط، بل على صعيد التآخي وصون الإنسانية والترفع عن أخطاء وأفعال البعض، وإعطاؤهم فرصة من جديد للاندماج بمجتمعهم، إلى مزيد من صون نسيج المجتمع والمحافظة عليه.. وهذا يثبت لمن أغشت رؤيته وبصيرته الأفكار المشوشة عن أن هناك إرثاً ثراً ومرتكزات أساسية لبناء إنسان متطور متسلح بالمعرفة، مسيرة هدفها النمو والتطور وصولاً إلى طموح لا نهاية له..
وها هي بلادنا اليوم بفضل قيادتنا الرشيدة وسياستها المتزنة أبهرت العالم بما تحقق من صمود ضد الإرهاب و بالانتصار العسكري والسياسي ومواجهة أعتى أنواع الحصار الاقتصادي ، كل ذلك ما هو إلا قدرة فائقة وإيمان راسخ بكل مقومات صمود الدول.
إن عجلة التحديث لن تتوقف عن الدوران، من أجل أن يتبوأ وطننا مكانته المرموقة التي هو أهل لها، وليس خافياً على أحد أن قيادتنا أخذت على عاتقها أن يكون هذا الوطن في عزة ورفعة دائمتين، وهو ما يحدث فعلاً حالياً، ونستشرفه في مستقبلنا الزاهر إن شاء المولى، فالخطوات التي خطتها تشير إلى أننا مقبلون على سنوات خضر، تحدونا آمال تبلغ عنان السماء.