الزواج والعائلة
تنكشف إرادة الله في الخلق وإعمار الكون بالزواج إذ «خلق الله الإنسان بكلمته ذكراً وأنثى وباركهما» بالزواج والعائلة كما أن في البيت والعائلة قيماً من هنا تبرز وتترسّخ كرامة الزواج والعائلة وقدسيتهما إذ إن الزواج والعائلة شركة محبة وعطاء من الله نعم إنهما عطية وهبة من الله لتقديس الزوجين وتالياً العائلة فالزواج إذاً ليس اتفاقية اجتماعية بل هو حضور مقدس في حياة الزوجين، فإذا انفتح قلبا الزوجين على بعضهما وتالياً على محبة الله فإنه يقويهما ويعزيهما ويفتح الباب أمامها وينقيهما من سقطاتهما فالله عز وجل حاضر في حياة الزوجين اليومية لكونهما بحاجة إلى نعمته التي تقويهما ومن أجل ذلك فالعلاقة بين الزوجين مقدسة.
أما خاتما الزوجين «المحبسان» فهما علامة العهد بين الزوج وزوجته وتالياً عهدهما مع الله الحاضر دائماً في حياتهما ذلك يدعو الزوجين إلى الالتزام بعطايا الله ونعمته بالزواج الذي هو دعوة يجب علينا أن نميزها ونفهمها.
فواجب عليّ أنا الزوج, أنا الزوجة أن أعرف الالتزام بالحياة الزوجية والعائلية التي هي دعوة إلهية لباّها الزوجان بحريتهما المطلقة وقالا نعم لله بقبولهما الزواج من بعضهما وليس صعباً على كل من الزوجين العودة إلى الله والتأمل في دعوتهما وواجباتهما تجاه بعضهما وتالياً تجاه أسرتهما ووطنهما ومجتمعهما.
تلك دعوة لكل الأزواج لكي يعيشوا هذه الدعوة المقدسة ويثمروا بأعمالهم الأعمال الصالحة اللائقة بهم وبأسرهم وأوطانهم ومجتمعاتهم لتكتمل رحمة الله فيهم ويدركوا كثرة عطاياه ورحمته ويجسدّوا بدورهم هذه الرحمة فيعيشوا الأمانة والشهادة ونقل الحياة البشرية.