ثعلب في الكونغرس الأمريكي!!

‏‏ “ثعلب في مبنى الكونغرس الأمريكي” هذه ليست جملة افتتاحية لرواية، بل هي خبر حقيقي حيث قامت المسؤولة في الكونغرس، كريستين ليونارد، ليلة الإثنين الماضي بمكالمة أبلغت فيها شرطة الكابتول بوجود ثعلب في المبنى، فهل صحيح أن الثعلب لم يحسن التصرف في السياسة الأمريكية؟؟ وما علاقة الغريزة الثعلبية بالسياسة الأمريكية وبموطن تشريعها المسمى الكونغرس؟؟

‏المشكلة إن سلطات الكونغرس اكتشفت أن الثعلب المقتحم مصاب ومسعور بداء الكلب، وهناك من رأى أن هذه الصفة تقرّبه من السياسة والسياسيين الذين رغم ارتدائهم البدلات وربطات العنق ليسوا أقل “سعرنة” من الثعلب، خاصة فيما يتعلق بالنزوع الوحشي للهيمنة والسيطرة، المهم أن الثعلب استطاع أن يعض تسعة أشخاص بينهم عضو البرلمان النائب -أمي آبير، وهي الديمقراطية من كاليفورنيا. واستمرت ملاحقة الثعلب أكثر من يومين حتى تم القبض عليه وقتله. رغم إن السلطات كانت قد صرّحت أنها ستقبض عليه لتعيده إلى موطنه في الغابات، وطبعاً لم يصدق أحد هذه الرحمة، ثم لماذا كل هذه الرأفة مع الثعلب؟؟ إلّا إن كانت هناك معزة أو احترام لثعلبيته المتبناة في سياسة أمريكا المشرعة للسيطرة والهيمنة.

‏كان من يحاول المقارنة بين طريقة سلطات هذه الأيام في صيد الثعالب وبين ما كان يقوم به سياسيو أمريكا المؤسسون، حيث كان يعد صيد الثعالب شكلاً يتجاوز الرياضة ليكون نوعاً من الأداء الاجتماعي يقوم به من ينتمي إلى مرتبة أعلى في المجتمع كما يقول “ماوريتسيو فالسانيا” الذي لم يفسر لنا معنى هذا الصراع التزاحمي بين ثعالب البرية وثعالب السياسة رغم إنه يؤكد أن هذا النشاط يتجاوز اللفتة الرياضية ليكون أحد معاني إبرام الصفقات و إجراء الاتصالات. تصوروا صفقات تبرمها ثعالب بالسياسة الأمريكية على طريقة صيد الآخرين، باعتبارهم ثعالب منافسة يجب قتلها ولو عبر الصفقات أو الاتفاقات أو الشركات.

‏الأمريكان ورثوا صيد الثعالب عن البريطانيين، وتحدث جورج واشنطن الرئيس المؤسس في يومياته عن حماسته في صيد الثعالب، حتى إنه قام بتربية كلاب صيد خاصة به لهذا النشاط، ولذلك فقد عرف بأنه (أبو كلب الثعالب الأمريكي) مثلما هو (أبو أمريكا) واشنطن اعترف وربما أشاد بذكاء الثعلب في الافتراس وفي الهروب، ورغم تأكيد الرئيس المؤسس أن النهاية دائماً تكون غير جيدة للثعلب إلا أن هناك من يؤكد أن السياسة الأمريكية وسياسيي الافتراس الأمريكي لم يقتنعوا أن نهاية أي سياسة ثعلبية ليست جيدة بل قاتلة للثعلب ومنهية لغرائزه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا