مازوت التدفئة بين الحاجة الماسة وتقصير القائمين

الحاجة أم “الاستسلام”؟
(سامر. ب)، موظف يسكن في إحدى ضواحي ريف دمشق، قال لـ«تشرين» إنه تسلم رسالة التعبئة خلال وجوده في العمل، فتواصل مع الرقم المرفق بالرسالة، وطلب منه التوجه إلى منزله لتعبئة الكمية لأنه غير قادر على تعبئتها فوراً بسبب وجوده في عمله بدمشق، فرفض، وقال له إن عليه القدوم كبقية الناس الذين بدؤوا بالتوافد إلى مكان وقوف سيارة التوزيع، فاضطر لطلب إجازة، والعودة مسرعاً إلى منزله بتكلفة وصلت إلى 10 آلاف ليرة، مضافة إليها ستة آلاف لسيارة الأجرة ذهاباً وإياباً إلى حيث وقوف السيارة.
كذلك (أميرة. س) أم لثلاثة أطفال قالت: زوجي خارج القطر، وأعمار أولادي صغيرة، وأهلي في محافظة أخرى، أي ليس لي معين سوى الله. وصلت رسالة التعبئة، فاتصلت بالرقم المرفق لأكثر من نصف ساعة حتى أجاب، وحين شرحتُ له وضعي وطلبت منه المجيء إلى المنزل اعتذر وأكد أن علي الحضور فوراً أو عند الثانية عشرة صباح اليوم التالي لتعبئة حصتي، فاضطررت لتأمين أولادي عند جارتي، وحملت (البيدونات) وقصدت مكان وقوف السيارة، مع إبقاء سائق سيارة الأجرة ليحملها ويعود معي ويضعها في منزلي في الطابق الرابع، ومع الانتظار وحمل المازوت طلب مني 20 ألف ليرة، أي ما يقارب سعر الخمسين ليتراً.

عقوبات وشكاوى وملاحقات
حالة المواطنَين السابقين تنطبق على مئات الآلاف ممن وصلتهم رسائل التعبئة في كل مناطق دمشق وريفها، فتقدم الكثيرون بشكاوى لشركة (محروقات) المسؤولة عن التوزيع لمعالجة هذه الحالة الجديدة التي لم تكن تحصل في الأعوام السابقة، وحسب ما تنشره (محروقات) في صفحتها الرسمية على (فيسبوك)، تتم المعالجة وملاحقة السيارات المخالفة، حيث أكدت أكثر من مرة أن اللجنة المختصة بمتابعة المخالفات ضبطت أكثر من سيارة توزيع لمازوت التدفئة يُجبر سائقوها المواطنين على القدوم إلى حيث يختارون هم الوقوف، وقد تمت مخالفتهم حسب القوانين.
ما سبق، يضع اللوم كله على الموزعين، فلماذا اتخذوا هذه الطريقة خلافاً للسنوات السابقة رغم علمهم أنهم قد يتعرضون لمخالفات وعقوبات؟

أجور مخجلة
«تشرين» قصدت مكان وقوف أكثر من سيارة لتوزيع المازوت وسألت السائقين عن السبب، فرفضوا جميعاً الحديث باستثناء واحد، قال: تزودنا الشركة بمئة اسم أو 150، وإيصال المادة إلى منازلهم جميعاً قد يستغرق أسبوعاً أو أكثر، والمشكلة حقيقة ليست بالمدة، مع أنها وحدها مشكلة، لأن مدة التوزيع المذكورة قد تضيّع علينا «النقلة» التالية، ولكن السبب الرئيسي هو أجورنا، فالشركة تعطينا عشر ليرات على الليتر يتم تقاضيها من الناس، أي إننا نتقاضى ثمن الخمسين ليتراً 25500 ليرة بدلاً من 25 ألفاً.
وبحسبة بسيطة، إن كنا سنزود مئة اسم، فإن ربحنا 50 ألف ليرة، وإن كانوا 150 سنربح 75 ألف ليرة، وبهذه المبالغ القليلة جداً علينا تعبئة وقود السيارة، مع تكلفة تبديل الزيت كل فترة معينة، مع أجور ثلاثة رجال يعملون عليها، أليس هذا ظلماً؟
ويضيف: كيف سيكفي هكذا أجر لإيصال المادة لمنازل مئة أو 150 مواطناً، ولا أنكر أبداً أن الناس يكرموننا عند التعبئة، ويدفعون أكثر من المبلغ المطلوب كلٌ حسب قدرته، ولولا ذلك أؤكد لك أنه لن تبقَى سيارة واحدة تعمل في التوزيع.

“محروقات” خارج التغطية
منذ أكثر من أسبوعين حملنا شكاوى الناس، وما قاله الموزع إلى شركة (محروقات) عبر المكتب الصحفي لنحصل على أجوبة لأسئلة الجميع، لكن – حتى اليوم – لم يصلنا أي ردود، والأمر مستمر على ما هو عليه حتى لحظة كتابة هذه الأسطر.

فراس القاضي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار