مقدمات ضبابية ونتائج خيالية..
دائماً يقال: هذه النتائج متوقعة بسبب المقدمات المؤسسة لها وبالتالي حسب المقدمات يكون الحصاد.
وهنا عين الرقيب والعارف والعالم والمتابع، بحيث تكون النتائج متوافقة مع ما خطط له، وكلما كان تصحيح الانحرافات أبكر قوضنا الاختلالات وكسبنا وقتاً وجهداً وإمكانات.
والوقت والتوقيت ثمينان في كل الظروف العادية منها والمتحولة والمتخلخلة، ولكنه أثمن في أوقات الأزمات المتغيرة تبعاً للاعبين، وبالتالي مرونة القرار وسرعة التغيير والتصويب ضرورة للإحاطة بالسلبيات وتحويلها لإيجابيات، وكلما صبغ القرار بالسرعة والتوقيت السليم ضوعفت جهود وتكاليف الآخر الذي يسعى ويحاول عدم تصويب أو تغيير أي ثغرة في مقدمات حاول تمريرها بشتى الأساليب، واستثمر في نتائجها، فهي بالنسبة له أسس وقواعد وثوابت، وبالنسبة للآخر المستهدف قواعد يجب حرفها وتصويبها بما يراعي الظروف والمصالح ويقوض مشاريع الآخرين.
باختصار؛ الأولى بالدراسة لنا والنقاش هو بلدنا الذي طالما تغيرت خطط وأدوات وآليات التدمير لفرض أجندات تجعله فاشلاً محبطاً محتلاً ومقوضاً.
ففي المجال العسكري، خطط الإرهاب المدمر واجهها البلد بردٍّ قوي وعنيف جعلهم يغيّرون أجنداتهم ويهربون من المواجهة المباشرة ويستمرون بالإرهاب الإعلامي والفكري والاقتصادي، والذي كان محوراً أساسياً لمحاولة النيل من دفاعنا وفرض اليأس والقنوط، بدأ بالتدمير المبرمج للطاقة والأبنية والتهجير وسرقة الثروات والمحاصيل وقطع الأشجار متزامناً مع المضاربة على الليرة مصحوبة بفوضى أسعار ومحاولة تأزيم مستمر وسط إعلام تضليلي ووسط جهود لمتبنِّي المقدمات لعرقلة أي تصويب، وأي انحرافات، وليتزامن مع عقوبات غير شرعية وحصار وخناق في محاولة سلب القرار الوطني، وكلما فشلوا ازدادوا سعاراً لتكون المسارات والخيارات قلة في وسط الندرة والضوضاء.
لا يعني السكوت أو الصمت الموافقة، وعدم الرد على الرد جفاف المبررات ولكن لكلٍّ وقته، وإن غاب عن البعض معنى الوطن والوطنية والانتماء والمقاومة والكفاح فيجب ألّا يغيب عن الجميع.
ولا يسير بخيارات كهذه سوى الفارغ الذي لا يصدر صوته إلا بالصمت..
ما زالت الخيارات موجودة وفي ظل الأزمات المعقدة، ولا يمكن أن يقاد الاقتصاد إلا بحكومة تفعّل كل الطاقات وبمشاركة الجميع بعيداً عن مقولات تدميرية “السوق تنظم نفسها، ودعه يعمل دعه يمر”!