الكمثرى لمقاومة الأنسولين والإصابة بالسكري
تشرين:
“الأنسولين” هرمون يساعد في نقل السكريات من الدم إلى الخلايا حتى يمكن استخدامها للحصول على الطاقة. وفي حالة مقاومة الأنسولين، لا تستجيب خلايا جسم الإنسان جيداً لهذا الهرمون، لذلك يستجيب البنكرياس بإنتاج المزيد والمزيد منه، وإذا لم يكن الأنسولين المنتج كافياً لسحب السكريات إلى خلايا الجسم للحصول على الطاقة، ترتفع مستويات السكر في الدم، ما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وهو ما يعرض الشخص لخطر أكبر للإصابة بمشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب وفقدان البصر.
وبحسب ما جاء في تقرير نشره موقع “إيتنغ ويل” Eating Well، فإن هناك طرقاً قليلة لمنع وإدارة مقاومة الأنسولين، أحدها من خلال التغذية.
وتوصلت دراسة، أجريت عام 2021 ونُشرت في دورية الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، إلى أن تناول الفاكهة كان مرتبطاً بحساسية أفضل للأنسولين وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري، وتساعد الألياف الموجودة في الفاكهة على إبطاء عملية الهضم- حيث لا يستطيع الجسم تكسيرها وامتصاصها – ما يساعد على منع ارتفاع نسبة السكر في الدم.
وأثبتت الدراسات، أن بعض الفواكه تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري أكثر من غيرها، حيث تعد الكمثرى الفاكهة المفضلة لمقاومة الأنسولين، مؤكدة أن تناول المزيد من الكمثرى أو التفاح أو التوت أو الحمضيات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية، تحتوي ثمرة كمثرى متوسطة الحجم على 5.5 غرامات من الألياف – 20% من القيمة اليومية الموصى بتناولها – و27 غراماً من الكربوهيدرات. كما أن الكمثرى تعد مصدراً جيداً لمضادات الأكسدة مثل فيتامين C والبوليفينول.
وتدعم هذه النتائج مراجعة علمية منهجية لنتائج عدد من الدراسات والأبحاث، أجريت عام 2021 ونُشرت في دورية الأطعمة الوظيفية، والتي أظهرت أن منتجات الألياف القابلة للذوبان والألياف من الأطعمة تعمل على تحسين حساسية الأنسولين لدى مرضى السكري من النوع 2.
وبحسب ما نشره موقع “المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها” CDC، إذا كان الشخص يعاني بالفعل من مرض السكري من النوع 2، فإن الألياف لها ميزة إضافية تتمثل في المساعدة في تجنب أمراض القلب. إنها حالة يكون لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 خطر متزايد للإصابة بها.
وتشير الدراسات، إلى أن مضادات الأكسدة يمكن أن تلعب دوراً في تقليل مقاومة الأنسولين والوقاية من مرض السكري. على سبيل المثال، اكتشفت دراسة، أجريت عام 2022 ونُشرت في دورية Antioxidants، أن المشاركين الذين تناولوا أعلى كمية من مضادات الأكسدة لديهم معدلات أقل من مقدمات السكري ومقاومة الأنسولين، لافتة إلى أن دراسة أجريت عام 2019 أظهرت نتائج مماثلة. يمكن أن تكون الفائدة مرتبطة بالدور الذي تلعبه مضادات الأكسدة في مكافحة الجذور الحرة الضارة وتقليل الالتهابات.
وكانت نتائج دراسات تحليلية في سنوات سابقة، نُشرت في دورية Food & Function، كشفت أن تناول الكمثرى والتفاح يقلل من خطر إصابة المشاركين بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 18%. وعندما قام الباحثون بتقسيم ذلك بشكل أكبر، وجدوا أن تناول وجبة واحدة فقط من الكمثرى والتفاح في الأسبوع يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 3%.