«أبو مسعود» عضو في لجنة البناية التي يسكنها، لكنه عضو بلا “لغلوغ” -كما تعيّره زوجته أم مسعود- لأنه في كل اجتماع دوري للجنة يبقى صامتاً صمت أبي الهول لا ينطق ببنت شفة، ويكتفي بالإصغاء وهز الرأس على نية القبول بكل ما هو مطروح للنقاش ، ويبرر«أبو مسعود» عدم ارتكابه أي شجب أو ذمّ للخدمات اللوجستية للبناية ومعونات الناطور، بأنه كلما همَّ بطرح الشكوى والتقصير أو السلبيات بالعموم، تدخّلَ الصبي خلدون وسأل الحاضرين عما يفضلون من مشروب؛ قهوة وشاي أو كمون..
المهم أبو مسعود ضاق خلقه من «نق وسق »أم مسعود ومن رشقها لاتهامات من قبيل(كون متل جارنا تحسين ورؤوف وأبو محمود.. وطالب بلمبة أو دهان أو أنترفون).! ليكون حديث صبحية النسوان و”تتفشخر” أم مسعود بردح زوجها بالاجتماعات مثل فشخرة أم محمود، باللمات النسوية وعلى سماعة التلفون، إلا أن الصبي خلدون كان دائماً بالمرصاد لأي مداخلة لأبي مسعود “التشتوش” على حدّ زعم زوجته ونسوان سابع بناية الشهود على جرصة المعتر أبو مسعود.
وفي صباح أحد الاجتماعات استيقظ أبو مسعود مرعوباً وانهال على أم مسعود بالبوكس والكفوف، بعد أن تخيلها خلدون في الكابوس، الذي كان يترصد له كالعادة، وفي المنام كان خلدون بطل الاجتماع بحضور لجنة البناية وبعض حور العيون اللاتي جئن للتصفيق وتقبيل كل« نقاق» ومطالب بحقوق أصحاب العمارة والناطور، وفي لحظة هجوم صبايا الكابوس على أبي مسعود لتقبيله بعد مداخلته وشكواه العصماء همَّ خلدون بتقديم الكمون.. ليفيق سكان البناية على صوت أبي مسعود يضرب ويشتم أم مسعود وهو يقول: “والله لأحرق الأخضر واليابس بضيعتك يا خلدون إذا لم تقدم لمبة وأنترفون بدل الكمون” وهو أجبن من قول حقيقة سخطه على خلدون وحريم أبي مسعود، وشجاع بما يكفي بالحلم فقط وتبعات الكابوس أمام أمّ مسعود. ليكون عنوان اجتماع ذاك اليوم «ضحية اللغلوغ».