الرئيس الروسي يوجّه بالتدريب على استخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية
أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات عسكرية على استخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، اليوم الإثنين: بناءً على تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، ومن أجل زيادة جاهزية القوات النووية غير الاستراتيجية لتنفيذ المهام القتالية، بدأت هيئة الأركان العامة الاستعدادات لإجراء تمرين في أقرب وقت مع التشكيلات الصاروخية للمنطقة العسكرية الجنوبية بمشاركة الطيران وكذلك القوات البحرية، مضيفة: سيتم خلال التمرين تنفيذ مجموعة من الأنشطة للتدرب على إعداد واستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية.
وأوضحت الدفاع الروسية أن التمرين يهدف إلى الحفاظ على جاهزية أفراد ومعدات الوحدات المعنية بالاستخدام القتالي للأسلحة النووية غير الاستراتيجية، وذلك من أجل الاستجابة ومن أجل ضمان سلامة أراضي الدولة الروسية وسيادتها من دون قيد أو شرط رداً على التصريحات الاستفزازية والتهديدات الصادرة عن بعض المسؤولين الغربيين بحق روسيا.
وفي وقت سابق اليوم، قال سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية غريغوري ماشكوف: إن النخب السياسية في الغرب يبدو أنها نسيت دروس الماضي، بينما سيصل سباق التسلح في العالم قريباً إلى أقصى سرعة، مشيراً إلى أن خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ستؤدي حتماً إلى سباق تسلح صاروخي، وستضطر روسيا للرد على التهديدات الجديدة للأمن واتخاذ تدابير لضمانه، بما في ذلك، إذا لزم الأمر، في مجال الردع النووي، ففي نهاية المطاف يمكن أن تتعرض المنشآت الروسية الحساسة، بما فيها مراكز القيادة وقواعد قواتنا النووية، للهجوم من الصواريخ الأميركية خلال فترة تحليق قصيرة.
وأضاف ماشكوف لوكالة «سبوتنيك»: «من الواضح أن هذا لا يبشر بالخير للاستقرار العالمي، فالخطط الأميركية، إذا تم تنفيذها، ستثير حتماً موجة قوية من سباق التسلح الصاروخي المتعدد الأطراف مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب».
وأشار إلى أن السلطات الروسية قالت في مناسبات عدة: إن موسكو لن تعتبر نفسها ملزمة بالالتزامات المتعلقة بوقف اختياري من جانب واحد لنشر الصواريخ النووية المتوسطة المدى عندما تظهر الصواريخ الأرضية الأميركية في مناطق مختلفة من العالم، وخاصة في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وتابع ماشكوف: أرى أن المصالح الوطنية الاستراتيجية بدأت تتغلب على مبادئ عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها بشكل متزايد، وعلى وجه الخصوص فإن الولايات المتحدة لا تدرك الأهداف المشتركة لعدم انتشار الصواريخ إلا من خلال منظور أولوياتها، بما في ذلك إلحاق هزيمة استراتيجية ببلادنا.
وأشار السفير الروسي إلى أن الولايات المتحدة وتوابعها الغربيين ينقلون صواريخ وأنظمة عالية الدقة إلى متلقين غير مسؤولين على غرار أوكرانيا، وتعمل الولايات المتحدة بشكل مكثف على زيادة إمكانات «إسرائيل»، وكجزء من المواجهة مع الصين ترسل مساعدات عسكرية إلى تايوان، في الوقت نفسه تحاول إنشاء نظام خاص للمراقبة لما تسميه «الدول المارقة» والمنافسين الاستراتيجيين (الخصوم).
وأضاف ماشكوف: لقد دخل العالم منذ فترة طويلة فترة من العداء وانعدام الثقة، حيث تحاول النخب السياسية في الولايات المتحدة والدول الأوروبية واليابان وجمهورية كوريا الجنوبية حل العديد من المشكلات لا بالوسائل الدبلوماسية، بينما نسي أمثال هؤلاء من «المقاتلين من أجل الديمقراطية» دروس الماضي، والتضحيات الجسيمة التي تكبدتها البشرية خلال الحرب العالمية الثانية. ومن هنا جاء الاعتماد على القوة والرغبة اليائسة في ضمان الهيمنة العالمية بأي ثمن، بما في ذلك في المجال العسكري.
وشدد ماشكوف على أن عجلة سباق التسلح مضت في تسارعها منذ فترة طويلة على نحو علني، وستصل قريباً إلى أقصى سرعة، وينطبق هذا أيضاً على الأسلحة الصاروخية، التي تم تأكيد فاعليتها خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والمؤسف أنه «إذا لم يعد المجتمع الغربي إلى رشده، ويتخلى عن خططه العدوانية، فلا أريد أن أفكر حتى في العواقب».
وكان بوتين أكد في حديث لوكالة «روسيا سيفودنيا» في آذار الماضي، استعداد روسيا لاستخدام الأسلحة النووية في حال تعرضت الدولة الروسية للتهديد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لم تكن هناك حاجة مطلقاً لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال العملية العسكرية الخاصة، لافتاً إلى أن روسيا من وجهة النظر التقنية العسكرية مستعدة لحرب نووية، لكن لا يُعتقد أن الأمور تسير باتجاه الصدام المباشر، كما شدد على أن الولايات المتحدة تقوم بتطوير قواتها النووية، لكن هذا لا يعني أنها مستعدة لبدء حرب نووية غداً.