نَحنُ قَادِرُون
مؤتمرات وندوات ومشاركات وأحاديث متنوعة, قاسمها المشترك هو النظرة نحو المستقبل وتحقيق الرهان على أن السوريين قادرون على تحمل الصعاب وصنع المعجزات.. لا صوت يعلو فوق صوت المستقبل في وطننا الذي نعشق، انطباع سريع يردده ويخرج به كل من يسمع أو يتابع الحراك الإداري والتنموي الذي تسير به البلاد، وإن كانت عجلات سيره بطيئة، لكنها انطلقت..
أجيال من الشباب يسابقون الزمن ويحدوهم الطموح لترجمة مستهدفات وتوجهات تعمل عليها كل الإدارات تجاه تفعيل الإنتاج وريادته، منهم من اعتمد على ذاته وخبراته وأدواته في دوائر المؤسسات عبر القيام بأعمال وصيانات رائدة، ولولا هذه الجهود الكبيرة، لبقيت خطوط إنتاج خارج دائرة الإنتاج، ناهيك بالمبالغ التي تحتاجها للصيانة، وما تحتاجه من قطع للاستبدال، بروح حبّ العمل والتفاني عكسوا صورة الشباب السوري المؤمن بمؤسساته وببلده، مستلهمين كل ذلك من إرث سوري موغل بالقدم، إرث لا حدود له يطاول عنان السماء، مع رفع سقف الطموحات إلى أبعد مدى.
هذه صورة، من صور يومية تتكرر، ففي كل محفل أو مكان هناك جهود جبارة ترفع لها القبعة، وستبقى محلّ تقدير واحترام الجميع، ومع توالي صور كهذه، تأتي الأهمية الواجب التقاطها والعمل على تشجيعها وتطويرها، وهذا ما عملت عليه القيادة عبر النظر وتقدير كل الجهود المخلصة التي أعطت بسخاء وقدمت الجهد والعرق لإعادة آلة للعمل أو صيانة خط إنتاج، وسواه..
لنوسع حدقات نظرنا، وليكن كلامنا وتوجهنا إلى الغد، إلى صنع مستقبلنا واليقين بتحققه لدى الجميع، عقب معاينة العديد من الصور والمواقف المهمة التي كانت إلى وقت قريب مجرد خطط مستقبلية وأحلام وردية لدى ثلة من المحبطين والمتربصين الذين عليهم أن يتفاجؤوا بالواقع الذي سيصنعه الشعب السوري، وما أمامهم بدٌّ من التزام الصمت ومحاولة الالتحاق بالركب متحينين فرصاً أخرى لأوهامهم وخباياهم الدنيئة.
لدينا مواهب وإمكانات غنية، لكن ربما تنقصها بعض الجوانب الإدارية القادرة على تهيئة البيئة المناسبة كما يجب، هناك هنّات لا تزال قابعة ومحبطات إدارية، وتسرعات أحياناً بصنع القرار، الأمر الذي قد يشيع جواً من عدم الإبداع والأريحية المناسبة للعمل الجاد، ويخلق حالة لا تحمد عقباها بين المواطن ومؤسسات بلده، فالوقت يمضي مسرعاً، وحجم التحديات لا يستهان به، فالعمل الرسمي المؤتمت وتجهيز البنى التحتية الرقمية المميزة ضرورة وأولوية لجعلها مهيأة لمواكبة أحدث المخرجات التقنية وقيادة المستقبل الرقمي المرتقب، مستعينة في ذلك بالتوجه نحو مستقبل خالٍ من أي صعوبات، وبكفاءاتها الشابة.
في هذه الوقت الصعب، لا خيار إلا مواصلة العمل الجاد، بالتكاتف بين المؤسسات والأفراد، بين كل القطاعات، بجوٍّ من الوعي الجماعي, وأهمية صنع واقع جديد, مع مواصلة الروح “الإيجابية” إذ نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديات، ما يتطلّب نظرة موضوعية لتطوير مسارات الاقتصاد والعمل حتى الإداري منه، وهو تطوّر يجب أن يكون مبنياً على الدراسة والأسس السليمة.
لنتطلّع جميعاً إلى مستقبل أكثر إشراقاً, فنحن قادرون أن نصنعه -بعون الله- ومعاً سنكمل البناء لتكون بلدنا كما نتمناها جميعاً.