بيني وبينك
بيني وبينك حروفٌ ضائعة
وحروفٌ قد بترَ الخلاف أطرافَها..
بيني وبينك همسةٌ شاخت منتظرة،
ورفةُ عين سرقتها عواصف الجنون..
هدير بحرٍ هائجٌ موجُه، يلاطم اﻷيام ..يصفعها،
وعلى شاطئ اﻷحلام تقف شجرة نخيل..
تتلو آيات الرحيل وتعلن السفر..
بيني وبينك جناحا فراشة
أحرقتهما نار الغيرة، ولوعة الفراق..
لا تلمني
أنا من كانتْ تصفع الضحكات المهداة إليَّ من مبسمك مخافة الاعتياد..
أنا من كانتْ ترمي جوريَ قلبك على صفحات النسيان،
وأنا من تراكمت فوق طاولتها رسائل حبك غير آبهة ..
مخافة أن أحبك..
لا تلمني..
فأنا من أغلق ستائر نافذة قلبي
مانعة شمسَ اﻷصيل من تدفئة دفقات سيل الحنين المتعجرف في حناياه..
وأنا من سكبت زجاجة عطر الحبق على أريكتي
معلنةً استقالة أحلامي..
بيني وبينك أحلامٌ لم تكتب لها الحياة منذ الولادة
أجهضت حين علم تتار الضحكة بقدومها…
لا تكترث لما أقول..
فما كتبته ليس سوى أضغاث أوهام..
بيني وبينك فقط؛
بضعة حروف في أضغاث أوهام…