أمّ الغيث
يا أمَّ الغيث ارأفي بحال القبّراتِ الشريدة؛
هل من مطرٍ يزيلُ الأرقَ عن وجه الشمس،
ويغسلَ وجه الأرض بالحب؟!
أيا ريحاً وعاصفة هبّي برفقٍ
واحملي أحلام السنونوات لكهوف الحياة
على الضفة الأخرى..
عيون أطفالِ المدينةِ مليئةٌ بالخوف،
معزولةٌ متربصة برقصة الاستغاثة،
ورحمة الإله
أمُّ الغيثِ يلفحها الخجل،
كتبت وصيتها بأغانٍ موروثة،
منحت دموعها للغيم العابر
رغبةً في منحها للحقل وحناجر النساء
نداءٌ
يشقٌ آذان السماء..
أيها الغيم
مرّ من هنا؛
فالبحارُ لا تشهدُ زوراً،
والأناشيد أزهرت تراتيل شعرٍ،
تستحضر دموع الأمل
تستدرجُ تعاويذها
المتوارية في عيون الأضاحي
في وليمة القرابين،
وبرشفةِ نبيذٍ معتّقٍ ومرٍّ
تواربُ خلفها باب الأماني
تراقص صولجان فلاحٍ
على أنين الناي والنهر
المتدلي من قلبي الظمآن..
ينبئ بتمادي حزني
وترنيمةٌ مازالت عالقة في ذاكرةِ أمسي
“يا أمَّ الغيث غيثينا… يلي بشيت راعينا
راعينا حسن أكرع…لو سنين ما يزرع
راعينا هالمسكين…يلكّط حطب يعطينا”.