سِجِلٌّ حَافِلٌ بِالإِجرَامِ
مازالت “إسرائيل” مصدر الإرهاب والعدوان ومركزه في المنطقة، تمارس أدوارها العدوانية والتخريبية، تستند الى مخطط قديم – جديد يهدف إلى ضرب الاستقرار وإدخال المنطقة في صراعات لا نهاية لها، تخدم مصالحها وأطماعها التوسعية الاستيطانية. تعربد وتعتدي وتقتل الآمنين, وهذا السلوك الإجرامي المتوارث عند قادة كيان الاحتلال ليس وليد اليوم، بل ومنذ نشأة هذا الكيان ، سجل يغصُّ بالإجرام و اغتصاب الحقوق، وتنفيذ خطط توسعية أهدافها ومراميها جلية للجميع؛ ولكن أحلام “إسرائيل” ستبقى تدفع بهذا الاتجاه من أجل تنفيذ ذلك المخطط الذي نجزم أنه لن يتحقق بل إن نهايته على وشك الاقتراب.
اعتداءات “إسرائيل” الإرهابية على سورية هو استمرار لسياسة الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتغيير المعطيات على الأرض، بعد النجاحات العسكرية والسياسية التي تحققت، والعبث في استقرار هذا البلد الذي عانى من ويلات الحرب الإرهابية..
المجتمع الدولي بما فيه من قوى كبرى وخاصة الراعي الأساسي لـ”إسرائيل” أمريكا، يعلم أن “إسرائيل” بؤرة العدوان والاعتداء ومع ذلك يغمض عينيه ويتجاهل بكل صفاقة وحماقة، ولا تعويل على حراكه، فهو المحرك والداعم لقوى الشر والعدوان في العالم، وها هي ربيبته “إسرائيل” تعتدي وتخرّب، غير آبهة بردود الفعل لأنها مطمئنة الى سقوف الحماية الامريكية والغربية لذلك تمضي في ارهابها وترتكب جرائم جديدة يحاسب عليها القانون الدولي.
وسيبقى الموقف الدولي باهتاً وضعيفاً إزاء سياسة مدمرة كهذه، تبدد آمال السلام والاستقرار في المنطقة، والواجب أن يقوم المجتمع الدولي بدوله ومنظماته المختلفة باتخاذ موقف حازم وعاجل لوقف عملية الاستفزاز المستمرة التي تمارسها “إسرائيل” ضد الشعوب وحقوقهم المشروعة.
لكن المؤسف في الأمر أن سياسة ونهج الإدارة الأميركية في المنطقة لا يزالان يفتقران إلى إستراتيجية شاملة وواضحة للمنطقة بأسرها بعيداً عن الشعارات، والواضح الذي تؤكده الوقائع إعطاء المزيد للعربدة الإسرائيلية ولقادتها الصهاينة وتبجحاتهم المتكررة بخصوص الجولان السوري منذ أيام، هذه التصريحات الجوفاء، فالجولان سوري وسيعود إلى كنف الدولة السورية، بعد ما أعطت سياسة هذا الـ”ترامب” الإرهابية الرعناء خلال الحقبة الماضية الضوء لـ”إسرائيل” بضم الجولان, وما نتج إلا المزيد من الإصرار لدى القيادة والشعب السوري لاستعادة كل ذرة من تراب الوطن.
مثل هذه المواقف الضعيفة للمجتمع الدولي وإغماض عيونه عما ترتكبه “إسرائيل” من عدوان وإرهاب في المنطقة لا تسهم في تحقيق السلام والاستقرار، بل تشجع “اسرائيل ” على رفض كل مبادرات السلام المتوالية إن وجدت، ورغم ذلك فإن سورية قادرة على حماية نفسها وأراضيها بما يلزم، وماضية في أداء واجبها تجاه أبنائها، وتجاه السلام والأمن الإقليميين رغم الخذلان، وازدواجية المعايير الدولية.