وثائق الإجرام الأمريكي..

مسلسل فضائح الاحتلال الأمريكي له أول وليس له آخر، ولم تستطع كل وسائل التعتيم والتستر إخفاءها وحجبها عن أعين الرأي العام.
وبين الحين والآخر تتسرب وثائق تفضح هذا الاحتلال في كل مكان وصل إليه وهو الذي عرف بوحشيته ودمويته رغم استخدامه أحياناً قفازات ناعمة لتجميله وتسويقه تحت عناوين مزيفة كـ”نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان” والأكثر تلفيقاً ما يتبجح به البيت الأبيض بأن التواجد الأمريكي ضرورة ملحة لمحاربة الإرهاب والقضاء على “داعش”.
ومؤخراً حصلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على أكثر من 1300 وثيقة داخلية في وزارة الدفاع الأمريكية تفيد أن “قيادة البنتاغون تسترت على الأعداد الحقيقية للضحايا المدنيين بمن فيهم الأطفال الذين سقطوا خلال الحروب التي شنتها واشنطن على العراق وسورية وأفغانستان خلال السنوات الماضية ولم تجر تحقيقات كاملة في مثل هذه الحوادث ولم تتخذ إجراءات لمنعها في المستقبل”.
بالطبع لا ينتظر أحد من أساطين الاحتلال الأمريكي أن يحاسبوا جنودهم على ما اقترفت أيديهم من جرائم وهم من يسنون القوانين بمنع محاكمة أي جندي أمريكي مهما ارتكب من قتل وفظائع كما حصل في العراق، وتشير الـ”نيويورك تايمز” إلى أن وثائق لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تم الكشف عنها حديثاً، بينت أن الحرب الأميركية في الشرق الأوسط منذ عام 2014 اتسمت بمعلومات معيبة للغاية وأدت في كثير من الأحيان إلى مقتل آلاف المدنيين، موضحة أن هذه الوثائق تظهر أنه رغم تعهداتها بالشفافية والمحاسبة أفسحت البنتاغون مجالاً للتعتيم والإفلات من العقاب، إذ إنه لم يخلص تحقيق واحد إلى خطأ ارتكب أو إلى فرض إجراء تأديبي أو عقابي مهما كانت الجرائم.
والأمثلة على جرائم القوات الأمريكية لا تعد ولا تحصى في الماضي كما في الحاضر في العراق وأفغانستان وسورية التي شهدت عدداً هائلاً من جرائم القتل والتدمير ويكفي ذكر كيف سوت الطائرات الأمريكية مدينة الرقة السورية عن بكرة أبيها بالأرض، وكيف قتلت آلاف المدنيين وبالأخص القرويين بحجة استهدافها لتجمعات إرهابيي “داعش” وهي ذريعة لا تزال تستخدمها في بقاء احتلالها مع أن الجميع يعلم أن “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية من صنيعة الولايات المتحدة أولاً وأخيراً، والسؤال إلى متى يبقى الإجرام الأمريكي فوق القوانين بلا مساءلة أو حساب؟
tu.saqr@gmail.com

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار