قالوا: إن هناك امرأة عجوزاً حضرت إلى أحد البنوك لسحب مبلغ 10 دولارات فقط لا غير ليعتذر منها أمين الصندوق ويخبرها بأن المبلغ زهيد جداً وتستطيع سحبه من ماكينة الصراف وطلب منها المغادرة بحجة العملاء الكثر الذين ينتظرون خلفها، صفنت العجوز وشردت قليلاً بينها وبين عكازها، ثم أعادت بطاقتها المصرفية للموظف وطلبت منه أن يسحب لها ما في حصالتها الائتمانية كاملة، وبالفعل تطلب الأمر وقتاً أطول لكنها انتظرت حتى انتهاء العملية وأخذت من المبلغ 10 دولارات ومن ثم أعادت البقية للموظف وطلبت منه إيداعه من جديد في حسابها.
«الختيارة» البطلة في قصة روتها مواقع التواصل الاجتماعي هي بطلة مدللة و«مريّشة» لكونها مدعومة مادياً وما في حوزتها من أموال مصرفية جعلها قادرة على تحقيق غرضها وتلقين الموظف درساً في الأخلاق، فالبطولة في قصتنا محصورة بفعل الدعم، الدعم الذي من الممكن أن يكون نقداً وأموالاً، ويمكن أن يكون في قصة مماثلة واسطة أو تلفوناً من شخص ما… لكن «العترة والشحار» من نصيب الفقير الذي لا يسنده رصيد بنكيّ ولا باشاوات، وحتى عموده الفقري ما عاد يسنده من كثرة الهموم والركض وراء وسائل النقل وحاجيات الأولاد والبيت .
المعتر «يدفش» يومياته «دفشاً» كما كانت تفعل جداتنا بـبور الكاز، وينطّ من شباك إلى شباك يترجى الموظف لاستكمال أوراق معاملاته الرسمية، لأن «البخشيش» عبء، وأي ورقة نقدية أولادُه أحقّ بها حتى لو كانت ثمن علبة دخان.
لذلك إن صار وحشرته الظروف في معمعة معاملات ما عليه إلا الانتظار لينتهي الدور المدعوم والجيوب المحشوة بالبخشيش وكروت الواسطات ومن ثم إن كان له نصيب من دعاء الوالدة وصل كوّة الخدمة قبل انتهاء الدوام، لأن «العين الحمرا» تلزمها عملة أو تلفون مدعوم من شخص ما.