عاصفة وأمطار وخربان البيوت البلاستيكية قبل برعمة النباتات، والصوبيا تنتظر رسائل الموبايل لملء الخزان، والحطب سعره غالٍ والغاز (يادوب) يكفي لطبخ الشوربا وتسخين إبريق المتة والشاي.. والجو غائم جزئياً والبرد «معربش» بالثياب والبطانيات، ومع أجواء كهذه ما عليك -أخي المواطن- إلا بالأحضان الحل الأمثل لمحاربة البرد والشعور بالدفء بأقل التكاليف وأبخس الأثمان..
في زمن الحرب والعقوبات الجائرة على الأوطان، لا خيار أمامك سوى الحب كحل ناجع لراحة الأبدان وصفو الذهن وتناسي رسائل الدعم من مازوت وغاز..!
والبرد والزمهرير من محاسنه أنه سيزيد رصيدنا الثقافي ويكثر بيننا الشعراء، وصفحات التواصل الاجتماعي خير مثال على قدرة تعاطي البردان مع القوافي والوقوف ملياً على أطلال الحسناوات الفنانات ومدعيات الجمال بصور بروفايل حسّنها الفوتوشوب، فهذّبَ الحاجب وقضم منها «المنخار»..
حالات العشق الافتراضي مشرّعنة في زمن البرد والعواصف والأمطار وعلى سبيل المثال، قبلة كندا حنا لعبد المنعم عمايري لقطة جيدة من حيث التوقيت، لتكون« تريند» فصل الشتاء.. و«علواه» لو كان منتخبنا ثابر بتحقيق الفوز بكرة القدم والسلة ليملأ الكافيهات وصالونات بيوتنا حرارة بفعل القفز والنط مع كل هدف يحققه محمد عنز ومحمود البحر ويكرره حتى الدفاع..
في زمن البرد.. تكيف مع النشرات الجوية والتحف الأحلام وسلم بحرارة على الجيران و«الدكنجي» و«شوفير» صهريج المياه ولا تخشى السعال والعطاس مادام في القلب نية حب سيبتعد عنك الفيروس وكورونا نشرات الأخبار أميالاً وأميال..
في زمن البرد حلّق في منزلك كشاهين يلف بين جناحيه الأولاد، وانسَ نكد حرمك المصون وبيت الإحمى وعانقها عناق فترة الخطوبة وأول سنة زواج، وإن كان الأمر مستحيلاً تخيّلها هيفا وهبة أو مايا دياب لأن درجة الحرارة في انخفاض، وصوبية المازوت والغاز فارغة تنتظر رسالة في وارد رسائل الموبايل.