الأيروبيك المائي انسجام العقل والجسد
ضغوطات الحياة الحالية وانحسار هوامشها يجعلنا بعيدين عن لحظات التأمل ومراجعة الذات والتفكير بما هو ضروري وأساسي في حياتنا, ولاسيما في صحتنا البدينة وما يطولها من مؤثرات بيئية وحياتية, وكذلك أجسامنا التي ينالها التعب والعناء والترهل من مجهودات الحياة الحديثة.
ياسمين طريفي مدربة الأيروبيك المائي قالت: الحياة التي نعيشها وما يحيط بها من ضغوطات تحجم وتقلص مساحات الهوامش الإيجابية المريحة لنفسية الإنسان وتفرض عليه منعكسات بيئية غير متوازنة في النواحي النفسية والجسدية جميعها ما ساعد على زيادة القلق وترسيخه في النفوس والاضطرار إلى معايشته والقبول به على مضض لأنه واقع لابد منه، ولكن هذه ليست نهاية العالم فهناك الكثير من الحلول التي تساعد على إعادة التوازن ولو بالحدود الدنيا إلى هذا الكائن الإنساني، ومن هذه الحلول ممارسة رياضة الأيروبيك المائي «رياضة الحياة» التي تتناغم حركاتها بين الروح والجسد حيث إنها تعتمد على مجموعة من التمارين التوافقية ضمن الماء ويستطيع أن يمارسها المجتمع بكل شرائحه ولكل الأعمار والفئات والحالات .
وأضافت: لها تمارين معينة ولاسيما ضمن ثقافة ووعي رياضي خاص كي لا يكون مردودها سلبياً، أما أهميتها فتكون في رفع كفاءة ومناعة الجسم بشكل كامل ورفع كفاءة القلب والجهاز الدوري التنفسي وتأهيل لكامل عضلات الجسم إضافة إلى تخفيف الضغط النفسي والمساعدة على التركيز ونقاء الذهن كما تساهم أيضاً في إنقاص الوزن، حيث يتم حرق ما يقارب 500 إلى 700 سعرة حرارية في الجلسة الواحدة، كما أن تمارين الاسترخاء بالماء تساعد الجسم على تفريغ جميع طاقاته السلبية ما يعطي شعوراً دائما بالسعادة والارتياح.
وتابعت المدربة طريفي: إن الثقافة الرياضية في المجتمع يجب أن تنتشر بشكلها الصحيح والعلمي, وتترافق مع جميع الأعمار والمستويات، حيث لاقت هذه الرياضة استحساناً من الجميع برغم أنها انتشرت في بلادنا منذ عام 2015 ، ونتمنى توسيع دائرة انتشارها ودعمها بشكل أكبر مع تأمين جميع مستلزماتها من الجهات الرياضية المختصة .
آراء وانطباعات بعض المتدربات
المهندسة رزان قالت: مارست هذه الرياضة منذ ثلاث سنوات, وبشكل مستمر فعلم الحركة والإيقاع يغنيان هذه الرياضة ويجعلان منها لوحة من الانسجام والتوافق بين الجسد المتناغم والذهن المشبع بالموسيقا الإيقاعية، فمن هنا تأتي الفائدة الكبيرة، فالحركات الرياضية هي بناء للجسم والعضلات ولإتمام التناسق الجسدي, أما الموسيقا فهي غذاء الروح، ولكن الأهم من ذلك وجود المدرب المتمكن والمؤهل الذي يحاول بخبرته ومعرفته وضع التمارين التي تناسب كل شخص بشكل برنامج متكامل للوصول بالنتيجة إلى جسم رشيق ونشيط وذهن صافٍ ومتفتح .
دارين عطية ربة منزل: قالت أمارس هذه الرياضة منذ سنتين, وكانت البداية رغبة مني في إنقاص وزني ولكن بعد أن حصلت على ذلك أصبحت هذه الرياضة مصدر راحة لي من أعباء المنزل وهموم الأولاد, وشعرت أنني في تحسن دائم وزالت معظم الأوجاع لدي في المفاصل وظهر النشاط والتركيز في حياتي مع ذاكرة قوية وأصبحت هذه الرياضة بأهمية الطبخ اليومي عندي.