منح 452 موافقة استيراد مواد علفية..الأعلاف تودع يومياً 50 مليون ليرة في المصارف من مبيعاتها

استيراد 90 ألف طن ذرة من روسيا وتوزيعها على قطاع الدواجن

تتدحرج كرة تأمين الأعلاف بين ملعب مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، الذي رمى الكرة على الأعلاف، وبيّن مدير مؤسسة الأعلاف الذي ألقي باللوم على المربين الذين لا يؤمنون جزءاً من حاجة ماشيتهم العلفية من خلال ما يزرعون وعبر تأمين مجارش علفية خاصة بمزارعهم، وإن اشترك في ذلك أكثر من مزارع كي يوفروا أجور الجرش والخلط العلفي.
مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة الدكتور أسامة حمود بيّن أن عدد الموافقات الممنوحة لاستيراد المواد العلفية بلغ 452 موافقة خلال العام الحالي، وعدد العينات العلفية المستوردة المحللة في مخابر الوزارة 254 عينة.
ويرى حمود أن مشكلة الأعلاف تشكل نسبتها ما بين 75-80 % من تكاليف التربية سواء المجترات أو الدواجن، إذ يشير إلى أنها مستوردة بنسبة 90% ويرتبط استيرادها بتذبذب سعر الصرف، ما ينعكس زيادة على التكاليف الإجمالية للمنتجات الحيوانية التي يرى حمود أنها لا تتناسب مع القوة الشرائية في السوق المحلية، لافتاً إلى أن زراعة المحاصيل العلفية تحتاج إلى المياه بشكل كبير إضافة إلى أن الجدوى الاقتصادية غير مجدية مقارنة مع المستورد.
وبيّن الدكتور حمود أن الكميات المستوردة من مادة الذرة الصفراء منذ بداية عام 2021 وحتى الآن تجاوزت 456 ألف طن، ومن مادة الكسبة أكثر من 173 ألف طن ومن الشعير المستورد أكثر من 136 ألف طن، ومن المواد العلفية الأخرى (بريمكسات) والإضافات العلفية 6742 طناً، ليصل إجمالي المستورد من المواد العلفية إلى أكثر من 773 ألف طن.
يشار إلى أن قطاع الثروة الحيوانية يواجه تحديات كثيرة مرتبطة بتقلبات أسعار مستلزمات الإنتاج ولاسيما المستوردة، وتضرر البنية التحتية للقطاع بسبب الإرهاب وارتفاع تكاليف الإنتاج، ما أدى إلى انخفاض أعداد القطيع بنسبة تتراوح بين 40-50% .
وبذلت الحكومة جهوداً مكثفة لترميم قطيع الثروة الحيوانية، إما عن طريق استيراد رؤوس حيوانات ذات مواصفات وراثية عالية أو عبر منح قروض ميسرة لشراء رؤوس الحيوانات، إضافة للاستمرار بتقديم الدعم عبر خدمات التلقيح الاصطناعي وتقديم اللقاحات الوقائية والعلاجية مجاناً، وكذلك تقديم المقننات العلفية بأسعار مدعومة بنسبة 20% على الأقل، حيث تم خلال عام 2021 فتح 11 دورة علفية لأنواع الثروة الحيوانية و6 دورات للدواجن، وقد أمّن بعض المتدربين من هذه الدورات 50% من الاحتياج الكلي من الأعلاف للدواجن.
وأضاف حمود: إن الوزارة تعكف حالياً على تنفيذ مجموعة من البرامج التي يعوّل عليها في تطوير واقع الثروة الحيوانية في سورية، بما يحقق التوازن المطلوب في سلسلة الإنتاج بكل مفرداتها.
وفي السياق ذاته نفى المهندس عبد الكريم شباط، مدير مؤسسة الأعلاف في وزارة الزراعة أن تكون مسألة الأعلاف وتأمينها للمربين هي العامل الأساس في تراجع الثروة الحيوانية، لافتاً إلى المساهمة الكبيرة لمؤسسة الأعلاف في تأمين المادة العلفية المطلوبة بأسعار مقبولة لملايين صغار المنتجين ومربي الثروة الحيوانية، وإلى أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسة الأعلاف في تقديم الدعم اللازم لمربي الثروة الحيوانية من أجل تنمية الثروة الحيوانية (ماعز – أبقار- إبل).
مؤسسة الأعلاف
وأفاد شباط بأن غلاء أسعار المواد العلفية عالمياً يعود إلى عدة عوامل أهمها الغلاء العالمي، فالذرة مثلاً كان سعرها في بداية عام ١٩٢٠ من 170-180 دولاراً، وحالياً يتجاوز سعرها 330 دولاراً عالمياً، وكل ذلك ناتج عن عوامل مناخية منها الجفاف في منطقة البحر الأسود، وأزمة كورونا التي لعبت هي الأخرى دوراً مهماً، ما أدى إلى تأثر المنطقة عندنا بشكل أكبر، خاصة فيما بتعلق بأسعار المواد العلفية.
وأشار شباط إلى أن مبيعات مؤسسة الأعلاف يومياً من 3-4 مليارات ليرة، إذ تقوم مؤسسة الأعلاف بتأمين المواد العلفية لعدة مؤسسات منها مؤسسة الدواجن التي تحصل على 156 ألف طن من مادتي الذرة والصويا اللتين تعدان أساسيتين للدواجن.

وفي مقارنة بين سعر السوق وأسعار مؤسسة الأعلاف، أوضح شباط أن المؤسسة تبيع كيلو الذرة بـ 1135 ليرة، في حين أن سعره يتجاوز 1450 ليرة للكيلو في السوق السوداء، ما يعني أن مؤسسة الأعلاف توفر على المربي حوالي 315 ألف ليرة في كل طن، وهذا ينطبق على الصويا الذي تبيعه المؤسسة بـ2100 ليرة مقابل 2450 ليرة في السوق السوداء، أي أقل بـ350 ألف ليرة للطن الواحد، وكذلك بالنسبة للنخالة التي تبيعها المؤسسة بـ700 ألف ليرة للطن، في حين يتجاوز سعره 950 ألف ليرة للطن في السوق السوداء، أي أقل بـ250 ألف ليرة للطن الواحد، الأمر الذي يؤكد – حسب شباط – أن مؤسسة الأعلاف تؤمن احتياجات الثروة الحيوانية باستمرار بأقل من سعر السوق السوداء بنسبة 25% في الحد الأدنى، فعلى سبيل المثال لا الحصر تؤمن المؤسسة النخالة بسعر أقل من السوق السوداء بحوالي 35%، وكذلك الذرة بأقل من 28% .
كما قامت الحكومة مؤخراً باستيراد 90 ألف طن ذرة من روسيا وتوزيعها على قطاع الدواجن بسعر أقل من أسعار التجار والممّولين بنسبة لا تقل عن 30% .
وبيّن شباط أن مبيعات المؤسسة العامة للأعلاف بلغت 415 ألف طن حتى تاريخه، بقيمة تتجاوز 285 مليار ليرة، ما يؤكد أن المؤسسة داعمة لمربي الثروة الحيوانية بمبلغ حده الأدنى 75 مليار ليرة، لافتاً إلى أن المؤسسة رغم ذلك تعد رابحة قولاً واحداً، لدرجة أن المصارف أصبحت تشكو منا كمؤسسة تتجاوز إيداعاتها اليومية طاقة المصرف الإيداعية، التي تتجاوز 50 مليون ليرة يومياً من مبيعات المواد العلفية.
وأوضح شباط أن المؤسسة وبدعم حكومي قامت بتوفير مبلغ مقداره 29 مليوناً و700 ألف دولار خصصت من الحكومة بهدف الاستيراد.
وأشار شباط إلى جهود الحكومة السورية بعد زيارة وزير الزراعة لمحافظات دير الزور والرقة وحلب، وإلى دورها في التشجيع على الإنتاج، ما أدى إلى إنتاج حوالي ٢٠٠ ألف طن من مادة الذرة وحدها.
وأفاد شباط بأن اهتمام وزارة الزراعة بإدخال أصناف محسنة ذات إنتاجية عالية، ووضع أسعار من مؤسسة الأعلاف لشراء محصول الذرة بأسعار مشجعة إلى جانب التزامها بتسويق المحصول بسعر مغرٍ، كل ذلك ساهم بزيادة المساحات المزروعة بشكل كبير، وأدى إلى توفير ما يقارب ٥٠ مليون دولار كانت ستخصص لاستيراد هذه الكمية سواء من الدولة أو من القطاع الخاص.
وأوضح شباط أن الطاقة الإنتاجية لمعامل تصنيع الأعلاف العائدة لمؤسسة الأعلاف قد زادت خلال عامي ١٩٢٠-١٩٢١ وأصبحت تنتج في العام الواحد ما يزيد على ٥٣ ألف طن سنوياً، بعد أن كان إنتاجها سابقاً لا يتعدى ٢٠ ألف طن.
وأكد شباط أن مؤسسة الأعلاف هي مؤسسة اقتصادية رابحة، مشيراً إلى ضرورة تأمين المربين احتياجاتهم الضرورية من المادة العلفية خلال موسم الربيع بأسعار رخيصة، وألا يعتمد على الدولة ومؤسسة الأعلاف بشكل كلي، وخاصة أن مرسوم السيد الرئيس عند إحداث مؤسسة الأعلاف يتضمن-حسب ما ذكر شباط- التدخل في الأوقات الحرجة التي يندر فيها الغطاء النباتي، وتقل فيها المادة العلفية، مشيراً إلى أن ظروف الحرب على سورية ومن أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية تعمل المؤسسة على مدار العام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار