تستعد الشركة العامة لتجفيف البصل والخضار في سلمية بمحافظة حماة لرفع طاقتها الإنتاجية وتشغيل خطوط الإنتاج الثلاثة التي تم تأهيلها وصيانتها بخبرات محلية بهدف عودة الشركة لإنتاج البصل المجفف التصديري ورفد الخزينة العامة بالقطع الأجنبي الداعم للاقتصاد الوطني.
وذكر مدير عام الشركة المهندس باسل الحموي أن الشركة استثمرت خط إنتاج واحداً لهذا العام كتشغيل تجريبي تمكنت من خلاله من تصنيع ٣٦٠ طناً من البصل الأبيض نتج عنها حوالي ٥٥ طن بصل مجفف بجودة ممتازة بعد استلام كمية تقارب ٤٠٠ طن من المزارعين المتعاقدين مع الشركة.
وبيّن الحموي أن الشركة راسلت مديرية زراعة حماة وهيئة تطوير الغاب للتعميم على مصالح الزراعة في المناطق والوحدات الإرشادية والجمعيات الفلاحية لتحفيز المزارعين الراغبين بالتعاقد مع الشركة لزراعة عروات البصل من البادرون والقزح والبصل للموسم القادم مع تقديم البذار والأكياس والنقل من أرض المزارع بسعر رمزي لتخفيف التكلفة على المزارعين مع السعي لدعمهم مادياً ومعنوياً بما يتوافر من المستلزمات الإنتاجية التي يمكن تأمينها فوراً إضافة لتعديل الأسعار حسب التكلفة الحقيقية وتحقيق ربح مجزٍ للفلاح.
وأشار الحموي إلى أن الشركة عدلت خطتها الاستثمارية للعام الجاري لعودة الإنتاج بعد توقف لعدة سنوات وتمكنت من إصلاح مرجل بخاري بالتعاون مع شركة الإنشاءات المعدنية في دمشق ومرجل آخر احتياطي بخبرات فنيي الشركة وصيانة عدد من الآلات منها الرافعة الشوكة ومكنة جرش البرغل والمولدة الكهربائية المتنقلة والشاحنة مع المقطورة والجرار وآلة التغليف والتعبئة مع الاستمرار في محاولة إعادة تأهيل كل لوازم الإنتاج الملحقة من غاطسات سحب الماء وتأمين الكهرباء بشكل متواصل أثناء فترة التشغيل لأن القطع يسبب خسائر كبيرة ولاسيما أن المولدة الرئيسة الموجودة في الشركة تعطلت خلال موسم التصنيع وهناك مولدة ثانية معطلة منذ فترة طويلة ولا قدرة مادية لإصلاحها.
وأوضح الحموي أن الشركة بذلت جهوداً كبيرة لتأمين مخزون كافٍ من بذار البصل الأبيض النوعي الخاص للتصنيع والذي يتكون من ثلاث مراحل زراعية وهي البادرون الذي ينتج عنه القزح والذي يزرع في الموسم اللاحق لإنتاج بصل التصنيع وتم تأمين كمية ١٦٠٠ كغ من البادرون التي يمكن من خلالها زراعة أكثر من ١٠٠ دونم تؤمن موسماً تشغيلياً كاملاً على الخطوط الثلاثة الجاهزة للعمل بالشركة في حال الإقبال على الزراعة، لافتاً إلى أن الشركة بصدد إعلان مناقصة لمشروع خط تصنيع البرغل بطاقة ٥ آلاف طن سنوياً ودراسة مالية وفنية لخط تجفيف الخضار بطاقة إنتاج تتراوح بين ٢طن و٣ أطنان وترميم المستودعات علماً أن الشركة تتدخل إيجابياً في السوق المحلية وتبيع منتجاتنا من البصل المجفف والبرغل بأنواعه ومسحوق الفلافل والزعتر وتغليف البهارات والحبوب والبقوليات عن طريق منافذ وزارة الصناعة والشركة والمؤسسة الاجتماعية العسكرية والسورية للتجارة، وجودة عالية وأسعار مدروسة وأقل من السوق بنسب متفاوتة.
وعقدت الشركة اتفاقاً مع شركة المنتجات الحديدية والفولاذية في حماة لبيعها الكميات المتوافرة في الشركة من الحديد التالف والاستفادة من عوائدها المالية في دعم الوضع المالي، حيث إن الشركة تعاني من نقص السيولة المالية نتيجة التوقف لعدة سنوات سابقة وارتفاع أجور العمالة والإصلاح وصعوبة استقطاب العمال وتشجيعهم بالحوافز ناهيك بتناقص كبير في عدد العاملين لدى الشركة بسبب التقاعد و الاستقالة والتسريح الصحي والتسرب والوفاة وتحتاج الشركة إلى رفدها بكادر من الشباب لتدريبهم وإكسابهم الخبرة قبل فقدان الخبرات الموجودة حالياً لتشغيل الآلات بالشكل الأمثل وتحقيق إنتاجية عالية.
وقال الحموي: إن الشركة تحتاج لتزويدها بخط كهرباء مستثنى من التقنين ودعمها بحوامل الطاقة من المحروقات كالمازوت والفيول وتأمين آليات خدمة ومركبات حيث إن الآلات المتوافرة لديها قديمة صناعة سبعينيات القرن الماضي وقد انتهى عمرها الافتراضي وتحتاج الشركة دعماً مالياً يساعدها على دفع قيم المحاصيل للمزارعين وتحفيزهم بالمساعدات وإجراء الإصلاحات الضرورية ريثما تتحول إلى شركة رابحة يمكنها الاعتماد على وارداتها الذاتية.
يذكر أن كمية الإنتاج من البصل المجفف وصلت إلى ٥٥ طناً ولاقت مبادرة الشركة باعتماد سعر مجزٍ للشراء من المزارعين ارتياحاً شجعهم على التوريد للشركة وعدم طرح البصل الأبيض في الأسواق وهذا يعكس ثقة المواطن بالقطاع العام وحرصه على دعم الاقتصاد الوطني.
قد يعجبك ايضا