تدهور أوضاع الأسرى الفلسطينيين وسط تجاهل المجتمع الدولي
125 يوماً والطفلة جوان كايد الفسفوس ابنة السبعة أعوام تستصرخ المجتمع الدولي لإنقاذ حياة والدها الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي مع أربعة أسرى، احتجاجاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق نحو 5000 أسير ولإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي حول معاناتهم عله يخرج عن صمته ويتحرك لوقف هذه الجرائم والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام.
الطفلة جوان أطلقت ببراءة الطفولة نداءات استغاثة ممزوجة بخوف وقلق على حياة والدها قائلةً: “أريد أبي حياً لأعيش طفولتي بين أحضانه.. أريد أن يخرج من المعتقل”، لكن تلك الصرخات لم يلتفت إليها المجتمع الدولي رغم أن والدها يصارع الموت حيث ظهرت علامات تشير لوجود تجلط في الدم وهو يعاني حالة فقدان الوعي بشكل متقطع وعدم انتظام في دقات القلب وانخفاضاً في ضغط الدم وفي نسبة السوائل بجسمه الأمر الذي يعرضه لخطر الموت في أي لحظة.
والأسرى الخمسة المضربون عن الطعام والذين يسطرون ملحمة اسطورية داخل معتقلات الاحتلال هم كايد الفسفوس المعتقل منذ تموز 2020 والمضرب منذ 125 يوماً وعلاء الأعرج المعتقل منذ حزيران الماضي والمضرب عن الطعام منذ 101 يوم وهشام أبو هواش المعتقل منذ تشرين الأول 2020 والمضرب منذ 92 يوماً وعياد الهريمي المعتقل منذ نيسان الماضي والمضرب عن الطعام منذ 55 يوماً ولؤي الأشقر المعتقل منذ الخامس من تشرين الأول الماضي والمضرب عن الطعام منذ 37 يوماً.
وفي تصريح لمراسل “سانا” يقول خالد الفسفوس شقيق الأسير كايد: “شقيقي يعيش وضعاً صحياً حرجاً وخطيراً للغاية وهو يصارع الموت بعد ظهور تجلط في الدم وضعف عام في كل وظائف جسده ومؤشرات على وجود جلطة في الدماغ”، مطالباً المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه ما يحدث للأسرى من عملية قتل متعمدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
عماد أبو هواش شقيق الأسير هشام أشار إلى أن شقيقه يستخدم كرسياً متحركاً ويعاني من آلام شديدة في الرأس والصدر والكلى ويفقد الوعي بشكل متكرر ويعيش ظروفاً صحية صعبة في زنزانة انفرادية، محذراً من حدوث جلطة أو سكتة دماغية لشقيقه الذي فقد نصف وزنه.
وبين أن لشقيقه أربعة أطفال ينتظرون احتضانه وخاصة طفله عز الدين الذي يخضع اليوم لعملية استئصال إحدى كليتيه في غياب والده الذي يعاني هو الآخر من أمراض خطيرة في الكلى، مؤكداً أن المصير الطبي لشقيقه الأسير هشام خطير للغاية في ظل وضعه الصحي الحرج وتم إرسال أكثر من 70 مذكرة لمنظمات حقوقية وقنصليات وسفارات حول العالم تطالبهم بإنقاذ حياته لكن تلك المطالبات والمناشدات الإنسانية لم تلقَ آذاناً صاغية.
أما جمال الهريمي والد الأسير عياد فيقول بحرقة وألم إن جسد نجله ضعف في ظل إضرابه عن الطعام لكنه سيواصل خوض معركة الأمعاء الخاوية بثبات وصبر حتى نيل حريته، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن نجله البالغ من العمر 28 عاماً اعتقل خمس مرات في السابق وقضى نحو 10 أعوام داخل معتقلات الاحتلال تعرض خلالها لتعذيب جسدي ونفسي ودعا كل أحرار العالم ومنظماته الحقوقية إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى في ظل سياسة الموت البطيء التي يتبعها الاحتلال بحقهم.
بدوره أشار رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إلى أن الأوضاع الصحية للأسرى الخمسة المضربين عن الطعام تتدهور بشكل خطير وقد يرتقي أحدهم شهيداً وخاصة الفسفوس في أي لحظة، مبيناً أن الأسير الأعرج فقد معظم وزنه الذي انخفض إلى 46 كيلوغراماً.
وأشار فروانة إلى أن ما يمارسه الاحتلال بحق الأسرى جريمة حرب وقد تم تقديم طلبات عاجلة لدول عدة خلال الزيارة التي قام به وفد من هيئة شؤون الأسرى إلى الاتحاد الأوروبي ولمنظمات دولية للتدخل العاجل وإنقاذ حياة الأسرى الذين يعانون ظروفاً مأساوية وخاصة أن الاحتلال لم يكتف بتجاهل مطالب الأسرى المضربين عن الطعام بل وضعهم في زنازين انفرادية ويمارس بحقهم الإهمال الطبي والمنع التام من الزيارات.
المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس محمد الشقاقي أوضح أن إضراب الأسرى الخمسة المتواصل يمثل معركة مليئة بدروس الثبات والتحدي حيث يخوضونها ويسطرونها بالجوع من أعماق البطولة وشرايين أجسادهم التي نحلت وباتت محاصرة بالأمراض والموت.
وأوضح الشقاقي أن الأسرى الأبطال دخلوا في حالة صحية حرجة بسبب تعمد الاحتلال قتلهم ببطء، ولا سيما أن عدداً منهم مهددون بتوقف مفاجئ في القلب وفي مقدمتهم الأسير الفسفوس، مشيراً في الوقت ذاته إلى تواصل الفعاليات الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، دعماً للأسرى في معركتهم داخل معتقلات الاحتلال وللفت انتباه العالم إلى ظروف الاعتقال القاسية التي يعانيها نحو 5000 أسير بينهم 600 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وليس فقط المضربين عن الطعام.