ماذا تريد أمريكا؟

قبل عام من الآن, حدد إحصاء مؤقت لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن الديمقراطي جو بايدن هو الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ووعد بايدن حينها ببناء ضخم واستثمارات قياسية في الداخل وعودة أمريكية كبيرة إلى الساحة الدولية فماذا حدث؟

في مقال نشره موقع «نيو ايسترن أوت لوك» قال فيه: على الرغم من أن جو بايدن أكد خبرته السياسية خلال حملته الانتخابية، إلا أن النكسات رافقت مسيرته منذ مجيئه إلى البيت الأبيض، ابتداء بالتطعيم المتوقف ضد فيروس كورونا المستجد، وتعرض بعض المناطق في الولايات المتحدة لضربة شديدة من سلالة المتحور «دلتا».. إلى أفغانستان والتي أدى استخفاف البيت الأبيض بإمكانات «طالبان» إلى انسحاب فوضوي ومخز للقوات الأمريكية من كابول في آب الماضي.. وانتهاء بتايوان، فقد زاد بايدن من توتر العلاقات مع الصين بإعلانه نية الولايات المتحدة الدفاع عن الجزيرة عسكرياً إذا لزم الأمر.

علاوة على ذلك, أضاف المقال: عمل بايدن على إثارة أزمة دبلوماسية مع فرنسا، الحليف الأقدم لأمريكا، من خلال إبرام الاتفاق العسكري “أوكوس” والذي يعني إلغاء صفقة لبناء غواصات فرنسية لأستراليا لمصلحة صفقة غواصات أميركية.

وأكد المقال أنه ونتيجة لسياسات الإدارة الحالية الفاشلة على عدة جبهات، فقد بدأت نسبة تأييد بايدن بالانخفاض وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي تؤكد أن 38٪ فقط من الأميركيين يؤيدونه، مقابل64 في المئة ممن لا يريدون أن يطلق بايدن محاولة لإعادة انتخابه.

وتابع المقال: لقد ضعفت مكانة أمريكا كحليف موثوق به بشكل ملحوظ في العالم. ويقع اللوم في ذلك على الإخفاقات المتتالية للرئيس الحالي، وفي مثل هذه الظروف المذكورة أعلاه، حسب ما جاء في مجلة «نيوزويك» فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لديه فرصة جيدة للانتقام من جو بايدن في انتخابات عام 2024.

وحسب ما جاء في المقال فقد أظهر أحدث استطلاع للرأي أن ترامب يحظى بدعم 45 في المئة من الناخبين المسجلين بينما يدعم بايدن 43 في المئة فقط. وكما يبدو فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن, والذي غلبه النوم في مؤتمر المناخ في غلاسكو, مصاب بخرف الشيخوخة وهو لا يحظى بشعبية كبيرة ما زاد من فرص دونالد ترامب للعودة إلى ساحة المنافسة الانتخابية.

وأردف المقال: أما بالنسبة للعواقب المحتملة إذا حل ترامب محل بايدن، فقد أشارت الخبيرة الروسية السابقة في البيت الأبيض فيونا هيل إلى أن صعود ترامب “الشعبوي” إلى السلطة قد يؤدي إلى وضع متفجر وعنف مدني في البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أنه عندما كان ترامب رئيساً، اعتاد بايدن انتقاده في كل خطوة. اليوم، بعد أن تبادل بايدن وترامب الأماكن، وأصبحت كل الانتقادات موجهة بالفعل إلى بايدن، لم يتراجع الرئيس السابق عن وصف رئاسة بايدن بأنها الأسوأ في التاريخ الأمريكي، معطياً إياه درجة الفشل.

وأوضح المقال: لا يعتبر العديد من الأمريكيين بايدن رئيساً شرعياً للولايات المتحدة الأمريكية, إذ يعتقد واحد من كل ثلاثة تقريباً أن ترامب فاز في انتخابات عام 2020، ما يعني أن الكذابين وأعداء الديمقراطية هم من وصلوا إلى السلطة في البلاد.

ومن هنا فقد ظهرت درجة الكراهية في المسيرات المناهضة لبايدن حين حمل المشاركون لافتات تقول “اللعنة على جو بايدن”.

وختم المقال بالقول: لم تنته السنة الأولى من ولاية بايدن بعد، ولكن من المشكوك فيه بالفعل أنه سيكون زعيم أمريكا الذي سيقودها من دولة منقسمة إلى إعادة التوحيد.

هذا الانقسام الذي يستمر في التفاقم، يُظهر أن الأمريكيين العاديين سئموا بالفعل من تهريج ترامب وبايدن، الذي يقود فقط إلى تدهور الحالة الاجتماعية للبلاد والمواجهة مع المزيد والمزيد من الدول الصاعدة في العالم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار