زيت الزيتون .. الإنتاج مقبول والسعر مرتفع
منذ بداية قطاف موسم الزيتون في محافظة اللاذقية تم طرح سعر البيدون وزن 17 كيلوغراماً من المزارعين ما بين ٢٥٠ – ٣٠٠ ألف ليرة، وقد انقسمت الآراء حول سعره فهناك مَن قال إن السعر مقبول مقارنة بارتفاع كل الأسعار، بينما قال آخرون إنه غير مقبول، فكيف لنا شراؤه بهذا السعر؟
«تشرين» التقت عدداً من مزارعي الزيتون والمواطنين، حيث قال كل من نزار أسعد وعليا عيسى وإياد شريبا وغيرهم كثر: السعر المطروح للزيت الخريج بـ٣٠٠ ألف والزيت العادي بـ٢٥٠ ألفاً باهظ بالنسبة للوضع الاقتصادي والمعيشي لأغلب المواطنين، لكن إذا أردنا قول كلام ينصف الحقيقة فالسعر عادي بالنسبة لأسعار المواد الأخرى التي يتكبد المواطن عناء شرائها، وفي أغلب الأحيان يستغني عنها، لكن الزيت لا يستطيع أحد الاستغناء عنه، وحالياً نضطر للتقنين لنصف حاجتنا السنوية من الزيت (التي كانت سابقاً لا تقل عن أربعة «بيدونات» سعرها الآن مليون ليرة، أي راتب موظف لعام كامل)، ونخلط الزيت بزيوت أخرى واستغنينا عن مواد غذائية أخرى.
واتفق الرأيان على أن المزارع أيضاً عليه أعباء تكاليف إنتاج، ولا نستطيع أن نلومه فالزيت مصدر رزقه، والمواطن والمزارع يتكبدان عناء تأمين حياتهما المعيشية الصعبة في ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب.
الموظف والمزارع هما وحدهما من يعانيان من الغلاء حسب مزارعين أكدوا أن التاجر يتحكم بكل شيء، فالسعر المطروح هذا العام هو نفس سعر العام الماضي، وإذا تمت المقارنة بين أسعار تكاليف الإنتاج هذا العام وأسعار العام الماضي فسترون أن المزارع أيضاً مظلوم، لأن تكاليف الإنتاج هذا العام أثقلت كاهل مزارعي المحافظة.
وأضاف المزارعون: هذا العام لم يتبق لنا إلا الربح القليل على خلاف العام الماضي، فقد كان سعر كيس السماد العام الماضي ما بين ١٠- ١٥ ألف ليرة، هذا العام اشتريناه بـ١٠٠ ألف، وكانت حراثة الأرض بـ٧٠٠٠ ليرة وهذا العام ١٥ ألفاً وكذلك اليد العاملة كانت ١٠ آلاف ليرة وهذا العام ٢٥ ألفاً، وغيرها من أسعار أخرى زادت عن العام الماضي.
وتساءل المزارعون: لماذا يستكثرون على المزارع تعبه، ففي كل عام تقوم لجنة على مستوى المحافظة بتحديد سعر للزيت لا يتناسب مع تكاليف الإنتاج وغيرها، وهذا العام سيكون كذلك، هي تعمل على مبدأ «نحن معك أيها المستهلك» ولكن مشكلتك مع المزارع الذي يسعر على كيفه على مبدأ العرض والطلب، وكان الأولى بهم تأمين السماد والمحروقات للجرارات الزراعية وغيرها بأسعار تساعد المزارع لكي تكون الأسعار مناسبة للجميع.
من جهته، قال رئيس اتحاد فلاحي محافظة اللاذقية حكمت صقر لـ«تشرين»: على الرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج هذا العام إلا أن السعر الذي يتم تداوله بين المواطنين مرتفع، ولكن يبقى السعر خاضعاً للعرض والطلب، مشيراً إلى لجنة على مستوى المحافظة ستجتمع قريباً برئاسة عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين ومندوب من مديرية الزراعة ومندوب من اتحاد الفلاحين ومندوب من التموين، مهمتها تسعير سعر كيلو الزيت.
بدوره، قال المهندس عمران إبراهيم- رئيس شعبة الزيتون في مديرية زراعة اللاذقية: إن السعر المطروح من بعض المزارعين يخضع للعرض والطلب، مشيراً إلى أن إنتاجية الزيت هذا العام مقبولة، ويعد موسم الزيتون مصدر رزق مهماً لأبناء المحافظة، ويوفر فرص عمل موسمية في الريف، لافتاً إلى أن تقديرات إنتاج محصول الزيتون لهذا العام بلغت ٨٨ ألف طن.