فنانو سورية يرثون سيد الطرب العربي صباح فخري في موكب تشييعه
من دمشق التي غنى لها “يا مال الشام” واحتضنت أيامه الأخيرة إلى الشهباء مسقط رأسه ومثواه الأخير التي شدا لها “درب حلب ومشيته” غادر صناجة العرب وسيد الطرب العربي الأصيل الفنان صباح فخري عالمنا تاركاً للأجيال إرثاً فنياً كبيراً وذكرى لن تغيب برحيله.
موكب تشييع الراحل الذي صدحت فيه المكبرات بأغان خالدة أداها عبر مشواره الفني انطلق من مشفى الشامي على سفح جبل قاسيون مشياً على الأقدام وبمشاركة رسمية وشعبية مروراً بساحة الأمويين ودار الأوبرا ومدينة المعارض القديمة اللتين استضافتا على مدى عقود إبداعات وتألق الراحل الكبير.
الحضور الذي احتشد لتوديع الراحل فخري رثاه بكلمات حزينة ومؤثرة أمام ميكروفونات وكاميرات الصحفيين واصفا إياه بالعملاق المجدد الذي نشر الفن السوري في العالم.
رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين تماضر غانم أعربت عن اعتزاز الفنانين السوريين بأن يكون فخري واحدا منهم لأنه رفع اسم بلادهم عالياً وبرحيله فقدنا قامة فنية كبيرة.
كان لي الفخر أن أكون برفقة هذا الهرم الكبير لأكثر من أربعين عاماً هذا ما ذكره نائب نقيب الفنانين الموسيقي هادي بقدونس مشيراً إلى أنه وقف وراء صناجة العرب في حفلاته الموسيقية التي جالت العالم وكان يشعر بأنه يطير في السماء لأنه كان حلم كل فنان وموسيقي أن يكون مع راحلنا الكبير الذي خسر برحيله الغناء العربي أحد أسياده.
الفنان الكبير دريد لحام لفت إلى أن أغانينا اليوم أصبحت جدولاً لا ماء فيه لأن الماء كان صباح وهو الذي عرفنا على تراثنا العظيم وحرسه ولولاه لاندثر هذا التراث ولكنه نقله لتحمل مهمة نشره حالياً مجموعة من الفنانين الشباب أصحاب الأصوات الجميلة الذين نهلوا من نفس المنهل مؤكداً على أخلاق الراحل العالية الذي كان كريماً إلى أبعد الحدود وكان في كثير من الأحيان لا يتقاضى أجراً عن حفلة لها طابع إنساني بل كان هو من يدفع للفرقة.
سنديانة الدراما السورية منى واصف أكدت أن رحيله ليس خسارة عادية فهو رمز من الرموز التي أنجبتها سورية ونحن نرفع راسنا ونفتخر بما قدمه لنا وللعالم لافتة إلى أن كل الألقاب التي أطلقت عليه لم تستطع أن تعطيه جزءاً من حقه ولا تختصر مسيرته العظمية والمشرفة.
مدير دار الأسد للثقافة والفنون المايسترو اندريه معلولي رأى أن الثقافة السورية والإنسانية تعيش يوماً حزيناً برحيل الكبير صباح فخري لأنه هو الذي أرسى دعائم الفن السوري في قلب الحضارة الإنسانية وأصبحت الموشحات والقدود الحلبية تغنى في كل العالم حيث نقل الفن السوري العريق من المحلية إلى العالمية وأصبح ضمن الحضارة الإنسانية حيث نجهز حالياً لتسجيل هذا المكون الثقافي ضمن التراث الإنساني في منظمة اليونسكو وباسم صباح فخري السوري.
سيبقى الراحل الكبير ملجأنا الوحيد بكل ما يخص الموسيقا السورية والقدود الحلبية والموشحات هذا ما أكدته المطربة ليندا بيطار متمنية أن نكون أمينين على الارث الغنائي والفني الكبير الذي نقله بصدق وأمانة وننقله نحن للأجيال القادمة.
واعتبرت الفنانة سلمى المصري أن رحيل العملاق صباح خسارة للفن وللموسيقا وللغناء حيث كان معلما من معالم سورية والشيء الذي يعزينا هو ارثه الكبير في الغناء والموسيقا وسنظل ومن سيجيء بعدنا نردد يا مال الشام ويا طيرة طيري وقدك المياس وغيرها.
أما الفنانة نادين خوري فوصفت الراحل بالأمين على الفن العربي الأصيل وخاصة التراث الحلبي من القدود والموشحات الذي أوصله لكل أنحاء العالم بكل إخلاص وشغف وحب ورفعه إلى فضاءات أرحب وأجمل.
الفنان القدير رضوان عقيلي لفت إلى أن الراحل الكبير صباح فخري رفع راية سورية واسمها في جميع أنحاء العالم وأوصل التراث السوري إلى المحافل العالمية وكان رسولا للفن السوري مؤدياً رسالته بكل أمانة وإخلاص سيبقى ساكنا في كل بيت سوري وعربي.
العظماء لا يرحلون هذا ما أوضحته ابنة حلب الفنانة سمر عبد العزيز مشيرة إلى أن حب أهالي الشهباء مضاعف للفنان الكبير لأنه ظاهرة لن تتكرر حيث أسس مدرسة كبيرة للفن والتراث السوري تخرج منها الكثير من الفنانين ليخلد اسم الراحل عبر التاريخ كقلعة حلب لا تموت.
المطرب عصمت رشيد تحدث عن مناقب الفنان الراحل واصفاً إياه بالمعلم والأستاذ الذي علمنا الغناء الصحيح وبالعلم على مستوى الوطن العربي والعالم معتبراً أن جمهور الفن في عموم الأرض تعرف على تراثنا من خلال حفلات صباح الذي رحل جسدا وبقي روحا.
الفنان علي الديك أعرب عن حزنه لرحيل أسطورة الغناء العربي معتبراً أن لسان المرء يعجز عن التعبير في هذا المصاب ولكن عزاءنا بأن أعماله خالدة لنا وللأجيال القادمة.