معبر نصيب والعلاقات السورية – الأردنيّة

يمكنني أن أتقمص فرحة أهلنا في سوريّة والأردن بعودة المياه إلى مجاريها الطبيعية بين البلدين والدولتين السورية والأردنية وعلى كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها خاصة بعد فتح معبر (نصيب – جابر) بين البلدين، حيث تربط هذين البلدين الأخوين الجارين حدود بريّة طولها /379/ كم كانت مسرحاً للإرهاب والتهريب والحركات الإرهابية وتسلل الإرهابيين من الأردن إلى سورية والعكس صحيح أيضاً، وبعض هذه الحركات الإرهابية مرتبط ارتباطاً عضوياً بالكيان الصهيوني والدول الداعمة له، وفتح هذا المعبر يفسر لنا فرحة الشعب العربي بشكل عام والسوري والأردني بشكل خاص، كأنني أرى فرحة أهلنا في بلدة (جابر) الأردنية في محافظة المفرق، وبلدة (نصيب) السورية في محافظة درعا وهم يرون طريق دمشق- عمّان قد فتح وأصبح سالكاً وذابت كل الثلوج (السياسية) بينهما، نعم تمّ لقاء عالي المستوى بين مسؤولين أردنيين وسوريين بعد فترة انقطاع طويلة لا تخدم سوى أعداء سورية والأردن وشعبيهما بعودة النشاط لهذا المعبر الحيوي والمتطور والذي تمّ إنشاؤه سنة /1991/، ولكن بوشر العمل به سنة /1997/ وهو مجهز بكامل مستلزمات البنية التحتية ومنطقة حرة لتسهيل التبادلات التجارية وانتقال المسافرين والشاحنات والأفراد والاستثمارات..إلخ، وبدأت الخطوات العملية مباشرة خلال زيارة الوفد الحكومي السوري إلى الأردن الشقيق، والهدف هو تأمين الأمن والأمان في البلدين وتفعيل النشاط الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري وتفعيل الاستثمارات والتعاون في مجال الكهرباء والموارد المائية والنقل والروزنامة الزراعية، وبهدف تحقيق ذلك شُكلت لجان فنيّة مشتركة بهدف التوجه لزيادة البحث العلمي والنشاطات الاجتماعية والفكرية وغيرها.
إن تفعيل عمل هذا المعبر سينعكس إيجاباً على البلدين والشعبين، خاصة أنه يعدّ من أكثر المعابر الحدوديّة ازدحاماً من ناحية انتقال السلع والخدمات والسياحة والطيران بين لبنان وسورية والأردن ودول الخليج العربي وغيرها، ولاسيما إذا تمّ ترميمه بعد أن تعرّض للأضرار من قبل العصابات الإرهابية التي سيطرت عليه في شهر نيسان سنة /2015/ وعبثت به وبكلّ مكوناته، واستمر ذلك حتى تاريخ 6/7/2018 عندما تم طرد الإرهابيين وخاصة «جبهة النصرة» من قبل رجال الله في الأرض رجال الجيش العربي السوري، وهذه التحولات كلها تأتي بعد تنفيذ عمليات تسوية أوضاع بعض المغرر بهم وبعد لقاءات متعددة لمسؤولين وفعاليات اقتصادية وأهليّة سورية وأردنية، واتفاق الجميع على عودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين سواء على مستوى الاستيراد أو التصدير وانسياب السلع والخدمات وتخفيض التكلفة من خلال تخفيض تكلفة النقل والشحن والتوضيب وغيرها، وهذا سيؤدي إلى تفعيل العجلة الاقتصادية في البلدين ما ينعكس إيجاباً على مصلحة كل منهما، ويفعّل دورة النشاط الاقتصادي والتبادل التجاري و(الترانزيت) والنشاط الاستثماري وخاصة إقامة مشاريع استثمارية على طريقة التشاركية، ومن هنا يطلق الإخوة في الأردن على هذا المعبر (الرئة الشمالية للأردن)، ويساعدنا في ذلك أن المعبر يمتلك كل إمكانيات التوسع الأفقي والتكامل العمودي وبما يساهم في زيادة انفتاح الدول العربيّة على بعضها بعضاً وليس لبنان وسورية والأردن فقط، وتسوية هذه الأوضاع تقلل من خطر الإرهاب وانتقال الإرهابيين بين البلدين، وهذا واضح من خلال الاتفاق على تفعيل خط الغاز العربي بين (مصر والأردن وسورية ولبنان) وإيصال الكهرباء من (الأردن إلى لبنان عبر سورية)، فهل نسعى إلى تفعيل العمل العربي المشترك لمصلحتنا جميعاً، ومن باب السؤال بل التساؤل هل يمكن أن يبقى مستوى التبادل التجاري بيننا وبين الأردن الشقيق متواضعاً؟!، وكمثال على ذلك بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين سنة /2020/ نحو /109/ ملايين دولار، وتفعيل العلاقات قد يؤدي بالتأكيد إلى تضاعف هذا الرقم لأن اقتصاد كل من البلدين يكمّل الاقتصاد الآخر، وهذا ما نأمله ونتمناه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
من باب تشجيع المزارعين.. هل تتسوق «الأعلاف» الذرة الصفراء من زارعيها بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي أو عن طريق التجار؟ الضفة الغربية تُعيد الصراع إلى جذوره.. تصدٍّ للاحتلال وتصعيد في العمل المقاوم.. الكيان أمام تحدٍّ خطر والكوارث تتفاقم أسعارها أخرجتها من قائمة المأكولات الشعبية.. المعجنات تسجل ارتفاعاً جديداً بحجة أسعار المواد الأولية تجفيف الخضار.. خيار ربّة المنزل لمؤونة الشتاء في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء اليوم بدء صرف المستحقات المالية للمزارعين المتضررين في طرطوس ضمن إجراءات تحويله إلى مشفى.. «صحة الحسكة» تستعد للبدء بإعادة تأهيل الطابق الثالث في المركز الطبي بالمدينة «ورطة» الهدية في المناسبات.. أشخاص يقاطعون أقاربهم لعدم قدرتهم على أدائها وآخرون جابهوا واستمروا في علاقاتهم الغرفة الفتية الدولية تطلق بازار «حرفة وفنّ» في جبلة لتوفير دعم مستدام للشباب ألف مكتب سياحي رُخِص له خلال الأزمة لم يستطع تنظيم رحلة داخلية واحدة لدمشق من أساسيات المؤونة لفصل الشتاء.. "تين الهبول" حلوى تراثية شعبية ومورد رزق للكثير من العائلات في القرى الجبلية