الزراعة تدعو للاستثمار في مشاريع الزراعة العضوية

دعا مدير مكتب الإنتاج العضوي في وزارة الزراعة الدكتور المهندس مازن المدني في تصريحه لـ(تشرين) إلى الاستثمار الأمثل في مشاريع الزراعة العضوية لكونها جزءاً لا يتجزأ من الزراعة النظيفة التي تحافظ على التربة و المياه و الغذاء و البيئة التي تنعكس إيجاباً على الإنسان وصحته بعكس الزراعة التقليدية الحالية التي تؤدي لتدهور في التربة و البيئة الطبيعية و تسبب أضراراً صحية نتيجة تراجع الجودة في المنتجات الغذائية واحتوائها على نسب في المبيدات و الكيماويات أعلى من الحد المسموح به والذي يسبب مظاهر مرضية كالأورام.
و يؤكد المدني أن استخدام الأصناف المحلية للأنواع النباتية (محاصيل و خضار و أشجار الفاكهة) أو الأنواع الحيوانية البلدية يعزز التنوع الحيوي و يؤثر إيجاباً في البيئة والحيوان و النبات والإنسان وهذا أهم ما يميز الزراعة العضوية، إضافة لاستخدام الموارد المتجددة و الاستدامة في نظم الإنتاج المحلية.
وعن مؤهلات التحول للزراعة العضوية في سورية أوضح أنها تتركز في عدة نواحٍ إنتاجية منها ما يعتمد على الزراعة المطرية كالزيتون والفستق الحلبي و اللوز والتين والعنب والعدس والحمّص و هي مناطق وزراعات مستهدفة وسهلة التحول لكون استخدام الأسمدة والمبيدات فيها شبه معدومة و كذلك الأمر في نباتات الغابات الحراجية كالغار و الكستناء والصنوبر والنباتات الطبية و العطرية الموجودة في عدة مناطق و بالإضافة للبادية ذات المناطق البكر المستخدمة للرعي وهي سهلة التطبيق في التحول العضوي حيث تزيد في القيمة المضافة لمنتجاتها النباتية و الحيوانية في اللحوم والصوف والأدوية الطبيعية المنشأ عدا عن الصناعات الغذائية الزراعية كمجففات (التين و الزبيب والمشمش و البندورة و ثمار اللوز والجوز والفستق الحلبي).
و أشار إلى ما تقدمه مديرية الإنتاج العضوي من دعم فني في مجال الزراعة العضوية حيث قامت منذ 2012 و حتى اليوم بنشر ثقافة الإنتاج العضوي و تطبيقاته عبر تنفيذ دورات تدريبية استهدفت مئات الفنيين الزراعيين بلغ عددها نحو 300 دورة تدريبية.
و أضاف: جرى أيضاً استهداف عدد من المزارعين في جميع المحافظات من خلال تنفيذ مدارس حقلية و بساتين إرشادية عضوية بلغ مجموعها 117 مدرسة و 85 حقلاً إرشادياً تم فيه توعية المزارعين و تطبيق آلية الزراعة العضوية على مختلف المحاصيل الحقلية و الخضار والأشجار المثمرة والنباتات الطبية و العطرية.
و لفت إلى أن المكتب أصبح الجهة الوطنية الحكومية المسؤولة عن تثقيف جميع شرائح المجتمع (من مزارعين وفنيين ومستهلكين وتجار ومصنعين) بالإنتاج العضوي والرقابة على الأسواق العضوية والتعاون مع كل الجهات للوصول لمنظومة عمل متكاملة في مجال الإنتاج العضوي حيث جرى ترخيص فرع إقليمي لشركة إيطالية للعمل في سورية لمنح الشهادات العضوية وللمنتجات الزراعية، مشيراً إلى أنه أصبحت لدينا مساحات زراعة عضوية موزعة على محافظات (اللاذقية وطرطوس والسويداء وريف دمشق) و تطرح المنتجات المرخصة من التفاح و الكرز والعنب وغيره و مختلف أنواع الخضراوات بالإضافة لمستخلصات النباتات العطرية كالوردة الشامية و هناك بعض مساحات لإنتاج الزيتون و الزيت العضوي لافتاً إلى أن هذه المساحات لا تزال محدودة إلا أن منتجاتها متوفرة في السوق و معروضة بعدة نقاط للبيع.
وختم المدني بأن التطلعات الحالية تستهدف المزارع الصغيرة بالإرشاد والدعم الفني لإنتاج منتجات لزوم التسويق و الاستهلاك المحلي بضمانة المزارع نفسه من دون الحصول على شهادة عضوية و الطموح بزيادة المساحات العضوية بشكل كبير و التصدير وفق التوجهات المستقبلية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار