مع إصرار النظام التركي على إنكار جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية كشفت صحيفة “ذا أرمينيان ويكلي” الأرمينية أن مجموعات سياسية موالية لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تحاول استمالة أعضاء ونواب في الكونغرس الأمريكي عبر تقديم الأموال لهم في محاولة لإلغاء اعتراف الولايات المتحدة بهذه الجرائم.
فضيحة سياسية كشفتها الصحيفة الأرمينية تمحورت حول تقديم لجان العمل السياسي المقربة من أردوغان في آخر اجتماع انتخابي لها مبلغا وقدره 235 ألف دولار لمجموعات ضغط تركية موجودة في الولايات المتحدة بهدف استخدامها كرشاوى مقنعة بستار المنح المالية لاستقطاب أعضاء في الكونغرس الأمريكي ودفعهم إلى إلغاء اعتراف واشنطن بإبادة العثمانيين للأرمن.
نظام أردوغان وعلى غرار ما يقوم به من بث شبكات تجسس ومجموعات ضغط في دول أوروبية كثيرة فانه ووفق الصحيفة وسع أيضا وبشكل كبير عملياته هذه في الولايات المتحدة عبر وسائل شتى بمن فيها العملاء المأجورون ومنظمات سرية بهدف التلاعب بالقوانين واستمالة مسؤولين وسياسيين أمريكيين للتواطؤ مع أردوغان وتحقيق مخططاته وتلميع صورته في الداخل الأمريكي والعالم.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن اعترف في نيسان الماضي بالإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين ما أثار غضب أردوغان والدائرة المقربة منه.
ولطالما حاولت الحكومات التركية المتعاقبة الترويج لفكرة أن جريمة الإبادة عبارة عن أحداث مؤسفة وقعت خارج سيطرة الدولة العثمانية لتتهرب من وصمة القتل السوداء التي تلاحقها ورغم اعتراف أكثر من 31 دولة بهذه الجريمة إلا أن أردوغان مصر على إنكارها وطمسها بشتى الوسائل رغم إدراكه أن هذه الجرائم لا يرحمها التاريخ ولا تسقط بالتقادم.
سانا