السويداء .. مزارعو التفاح متخوفون من كساد إنتاجهم وتلفه

برغم قلتهم هذا الموسم إلا أن تجار التفاح أو ما يُسمى « الضمّانة» استغلوا عدم الإعلان عن التسعيرة النهائية للتفاح حتى تاريخه، إضافة لاستغلالهم تساقط التفاح على الأرض بشكلٍ كبير، والأهم استغلالهم لضعف الحراك الشرائي الذي لم يعتد عليه الفلاحون خلال المواسم السابقة من قبل التجار هذا الموسم، وتالياً استعجال الفلاحين ببيع منتجهم خوفاً عليه من التلف أمام أعينهم.
ليبدأ هؤلاء التجار بازاراتهم الاستغلالية من خلال دفع فقط ٧٠٠ ليرة بالكيلو الواحد من التفاح « دوكما » للمزارعين، الأمر الذي أثار مخاوف مزارعي التفاح لهذا الموسم من كساد إنتاجهم الذي يقدر بأكثر من ٥٠ ألف طن نتيجة عدم تسويقه، خاصة أن «السورية للتجارة » مازالت هي الأخرى ملتزمة الصمت إزاء استجرار مادة التفاح من الفلاحين، وأضاف المزارعون: إن المسألة الثانية التي تؤرقهم أمام هذا الواقع التسويقي شبه المعدوم هي خلو المحافظة من سوق «هال» نظامي، يُمكنهم من بيع إنتاجهم كاملاً، خاصة أن سوق هال مدينة السويداء مازال حديثاً ويفتقد لركيزته الأساسية ألا وهو القبان، ما أبقى تجاره الذين معظمهم نصف جملة عاجزين عن استجرار كامل الإنتاج، ما سيدفع بالمزارعين للتوجه بمنتجهم من التفاح إلى سوق هال مدينة دمشق، الأمر الذي سيوقعهم في مصيدة الاستغلال المادي.
كيف لا وأجرة السيارة الناقلة للتفاح تجاوز سقفها لـ ٥٠٠ ألف ليرة، طبعاً رفع أجور النقل من قبل السائقين جاء بذريعة شراء أصحابها المازوت من السوق السوداء وبسعر ٣٥٠٠ ليرة لليتر الواحد، فضلاً عن ذلك وهذا الأهم هو «الكمسيون» الذي يتقاضاه سماسرة سوق هال مدينة دمشق الذي يصل إلى ٧% من قيمة كل نقلة.
ولفت المزارعون إلى أنه حتى تاريخه لم يروا ولو بارقة أمل ضئيلة بتسويق المنتج خارجياً، ما يُبقي خيارهم الأكثر مرارة بالنسبة لهم وهو بيع منتجهم من التفاح في الأسواق المحلية، ضمن بازارات استغلالية أبطالها عدد من السماسرة الذين يقومون بشراء التفاح منهم ضمن سوق الحسبة غير النظامي بسعر البلاش إذ لا يتجاوز ٥٠٠ ليرة للكيلو الواحد.
وناشد مزارعو التفاح عبر صحيفة تشرين كل الجهات المعنية بشؤون تسويق إنتاج الأشجار المثمرة بضرورة إيجاد حل فوري وسريع لمسألة تسويق التفاح قبل أن تقع فأس الخسائر المالية برأس المزارعين، وخاصة أن كل يوم تأخير يحمل لهم خسائر إضافية.
من جهته، مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد قال: ننتظر اعتماد تسعيرة التفاح التي وضعتها اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة، من قبل اللجنة الاقتصادية برئاسة مجلس الوزراء، وأضاف: يوجد هذا الموسم معاناة حقيقية بتسويق التفاح خاصة مع غياب شبه الكامل للتجار.
رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس أكد ضرورة إيجاد حل لمشكلة تسويق التفاح هذا الموسم، خاصة أن حراك التجار الراغبين بشراء الإنتاج من الفلاحين هذا الموسم شبه معدوم لذلك يبقى أمل المزارعين معقوداً على «السورية للتجارة » إضافة الى محاولة تأمين أسواق خارجية للمنتج و إلا فإن الخسارة ستكون كبيرة على المزارعين.
مدير فرع السورية للتجارة في السويداء ربيع غانم قال: حتى هذا التاريخ لم تصلنا التسعيرة النظامية للتفاح من الإدارة العامة، مضيفاً أن تسعيرة اللجنة الزراعية الفرعية هي تأشيرية، وغير مُلزمة «للسورية للتجارة »وما زلنا ننتظر تعليمات الإدارة العامة، لافتاً إلى أن سعة وحدات التبريد لدى الفرع تبلغ ٤٠٠٠ طن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار