39 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيروت في مثل هذا اليوم وراح ضحيتها آلاف الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال ومجازره التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب مستمرة بحق الفلسطينيين وسط صمت دولي مخز.
المجزرة واحدة من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره وجرت بتخطيط مسبق من قوات الاحتلال التي انطلقت في ظلام ليلة الـ 16 من أيلول عام 1982 لارتكاب جرائم قتل استمرت على مدار 48 ساعة بالتواطؤ مع مجموعات من ميليشيا «القوات اللبنانية»، وما يسمى آنذاك «جيش لبنان الجنوبي» العميل بحق الفلسطينيين واللبنانيين المقيمين في مخيم شاتيلا وحي صبرا المجاور.
آليات الاحتلال الإسرائيلي أحكمت إغلاق مداخل النجاة في المخيم ولم تسمح بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من أيلول ليستفيق العالم على واحدة من أبشع المجازر في التاريخ ويجد آلاف الجثث لنساء وأطفال وشيوخ قتلوا بطريقة يندى لها جبين الإنسانية.
قوات الاحتلال الإسرائيلي القت القنابل المضيئة في تلك الليلة فوق مسرح الجريمة، بينما بدأ أفراد الميليشيات يطبقون على سكان المخيم ويقتلون المئات منهم بأساليب مروعة، حيث أطلقوا النار على كل من يتحرك في الأزقة ورغم بشاعة المجزرة التي استفاق العالم عليها فإن المجتمع الدولي لم يقدم الجناة وقادتهم إلى أي محكمة ولم يعاقب أياً منهم على ما ارتكبوه واقتصر الأمر على لجان تحقيق خلصت إلى نتائج لم تلحقها متابعات قانونية.
عدد الشهداء الذين راحوا ضحية هذه المجزرة غير واضح حتى الآن حيث تشير التقديرات إلى سقوط نحو 7000 شهيد وتبقى صور الأطفال الذين لم يتجاوزوا الثالثة والرابعة من عمرهم وهم في ثياب النوم وأغطيتهم مخضبة بدمائهم والعائلات التي قتلتها قوات الاحتلال وهم نيام شاهداً حياً لن يزول ودليلاً على بشاعة تلك الجريمة التي تحاكي في قسوتها جميع المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة وتلتها مجزرة مخيم جنين وقانا ومجازر غزة وغيرها.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى يومنا هذا ممارساتها الإجرامية بحق أبناء الشعب الفلسطيني من عمليات الاعتقال والقتل والاستيطان وتجريف الأراضي والحصار وغير ذلك في ظل صمت دولي مخز وانحياز غربي سافر.
«سانا»