بدأت تربية النحل تستعيد عافيتها في محافظة درعا وخاصة في البلدات الواقعة على أطراف وادي اليرموك الذي يعد مسرحاً طبيعياً للنحل لكونه بمنزلة حديقة بيئية غنية بالأنواع النباتية والتركيبة الرعوية، وذلك بعد أن كانت تربية النحل قد تراجعت كثيراً في السنوات الماضية بسبب عدم ملاءمة الظروف التي كانت سائدة.
وأشار عدد من المربين لـ«تشرين» إلى أن هناك عدة صعوبات تواجههم في عملية تربية النحل وتتمثل بالجفاف ونقص المرعى نتيجة قلة الهاطل المطري وارتفاع تكاليف الإنتاج ومستلزمات التربية من خلايا خشبية ومبيدات وشمع العسل وغلاء أسعار مادة السكر المستخدمة في تغذية النحل خلال فصل الشتاء، كذلك الارتفاع الكبير في أجور النقل والذي يحول دون ترحيل النحل بين المحافظات حيث تتوافر المراعي.
وأوضح المهندس محمد الشحادات – رئيس دائرة الإرشاد الزراعي أن عدد المربين في محافظة درعا نحو 1034 مربياً يحوزون ما يقارب 25634 خلية، يقدر إنتاجها بحوالي 317 طناً من العسل، حيث يقدر إنتاج الخلية الواحدة بما يتراوح بين 10 و20 كيلوغراماً وذلك حسب توفر المرعى وغناه بالرحيق، لافتاً إلى أن المناطق التي تربي النحل هي طفس ونوى وإزرع وبصرى والصنمين والشجرة، علماً أن من أبرز مناطق التربية تلك هي منطقة الشجرة لترامي بلداتها على أطراف وادي اليرموك الغني بالأنواع النباتية والتركيبة الرعوية، ولاسيما بلدات جملة ومعرية وحيط وكويا وغيرها.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار العسل شهدت ارتفاعاً كبيراً بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد بين 25 و30 ألف ليرة، ويأمل مربو النحل التوسع بدعم التربية وتقديم المنح من الخلايا التي تعد من المشاريع المدرة والداعمة لمعيشة الأسر الفقيرة وبما يسهم في زيادة الإنتاج واستقرار أسعاره عند حدود معقولة تمكن المستهلك من الإقبال على شرائه، علماً أنه تم في وقت سابق تقديم منحة خلايا خشبية مع مستلزمات نحال استفاد منها 150 مربياً من منطقة الشجرة وقراها وذلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
قد يعجبك ايضا