يتواصل الغضب العام في المدن الفلسطينية احتجاجاً على ممارسات الكيان الإسرائيلي الوحشية بحق الفلسطينيين بشكل عام والأسرى في سجون الاحتلال بشكل خاص لاسيما بعد الإجراءات القمعية الانتقامية اليومية بحقهم.
وفي رد على تلك الممارسات عم الإضراب الشامل، اليوم الأحد، محافظة طوباس والأغوار الشمالية، تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أمين سر حركة “فتح” في طوباس محمود صوافطة: إن الإضراب جاء بدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي في المحافظة، نصرة وإسناداً للأسرى في سجون الاحتلال ووفاء لهم.
وأضاف: إن الإضراب يرسل رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني لن يترك أسراه وحدهم في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من إدارة سجون الاحتلال، موضحاً أن الأيام المقبلة ستشهد سلسلة من الفعاليات التضامنية معهم.
وفي جنين دعت القوى الوطنية، إلى الإضراب التجاري الشامل اليوم الأحد، وتكثيف كل أشكال المقاومة والتصدي بالتظاهر في كافة المواقع، والمواجهة الشاملة على نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي.
في سياق متصل أصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الأحد، بحالات اختناق في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، بمخيمي الفوار والعروب، وبلدة سعير، في محافظة الخليل.
وذكرت وكالة “وفا” أن مواجهات اندلعت على مداخل مخيمي العروب والفوار أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز صوب الفلسطينيين ومنازلهم، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، وعولجوا ميدانياً.
وفي السياق ذاته، أصيب عشرات الطلبة بحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال، مسيرة طلابية في بلدة سعير، تضامناً مع الأسرى، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت باتجاه المشاركين في المسيرة الطلابية ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
وفي بلدة دورا، انطلقت مسيرات طلابية مماثلة من عدة مدارس، دعماً وإسناداً للأسرى، في حين اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، ثلاثة شبان من قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله.
وكانت قناة “ريشت كان” العبرية، قد ذكرت مساء السبت، أن هناك خشية من حدوث تصعيد على جبهة غزة الأمر الذي اقتضى حالة تأهب قصوى في القيادة الجنوبية “للجيش الإسرائيلي”.
قضية الأسرى ووحشية الإجراءات الإسرائيلية بحقهم لاقت أيضاً صدى واحتجاجاً خارجياً حيث دانت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية بما يشمل العقاب الجماعي والإهانة ضد الأسرى والمدنيين الفلسطينيين الأبرياء، عقب تمكن ستة أسرى من تحرير أنفسهم من سجن “جلبوع” الإثنين المنصرم، وتعتبر هذه التدابير انتهاكًا صارخاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وأشارت الهيئة في بيان صحفي اليوم الأحد، إلى أن التقارير الواردة تفيد بأن سلطات السجون الإسرائيلية لجأت إلى تعريض الأسرى الفلسطينيين للحبس الانفرادي الانتقامي وأعمال مضايقات جماعية وعنف وتعذيب بذريعة مراجعة التدابير الأمنية، فضلاً عن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملات بحث وتفتيش تستهدف المدنيين الأبرياء، ولاسيما أفراد عائلات الأسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من سجن “جلبوع”.
وفيما يتعلق بالأسرى الأربعة الذين تمت إعادة اعتقالهم يبدو أن إجراءات انتقامية تخطط لها شرطة الاحتلال، حيث تعد الشرطة لائحة اتهام بحق الأسرى الفلسطينيين الأربعة، تهم تصل عقوبتها إلى السجن 20 عاماً.