تتجاوز إيران الحظر والعقوبات المفروضة عليها، وتثبت في كل مرة قوتها واقتدارها بما لديها من إمكانيات ذاتية عملت على مدى عقود على تطويرها واستثمارها –رغم الضغوط- بما يصب في مصلحتها داخلياً، وخارجياً كدولة إقليمية لها وزنها وحضورها الدولي رغم أنف الأعداء ومحاولات “تحجيمها”.
فعلى غفلة من أعداء إيران الذين انشغلوا بحصارها والتضييق عليها إقليماً ودولياً، تمكنت إيران من الوجود في المحيط الأطلسي الحديقة الخلفية لأولئك في رسالة واضحة وهامة بأنه لا مجال لحصر القوة الإيرانية.
في السياق، بارك رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، عودة المجموعة البحرية الإيرانية الـ75 بعد رحلة تاريخية إلى المحيط الأطلسي.
وقال قاليباف في الجلسة العلنية للمجلس اليوم: بعد أداء أطول مهمة ملاحية في مياه المحيط الأطلسي، فالعودة تجسد اقتدار الجيش الإيراني واكتفاءه الذاتي، مؤكداً أنه بالإيمان بقدرات الشعب الإيراني يمكن هزيمة كل معادلات الأعداء.
الى ذلك ، رأى قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي أن العالم يقف عاجزاً عن تفسير رحلة المجموعة البحرية الإيرانية الـ75 إلى المحيط الأطلسي الذي يعد الحديقة الخلفية للاستكبار العالمي.
ولدى مشاركته في مراسم استقبال المجموعة البحرية في ميناء بندر عباس جنوب إيران، وصف اللواء موسوي هذه الرحلة بأنها حدث تاريخي وخطوة مهمة في مسيرة تحقيق أهداف المرحلة الثانية للثورة الإسلامية.
وأضاف: هذا النشاط الإستراتيجي للقوة البحرية للجيش يأتي في ظل الحظر والحصار والحرب النفسية والسياسية التي تشن على البلاد، وبالتالي يمكن القول إن الضغوط القصوى فتحت أمامنا الباب لتحقيق الأهداف السامية والكبيرة.
بدوره، أكد قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني، الأدميرال شهرام إيراني، أن الرسالة الأهم في مهمة الأسطول البحري الإيراني الذي أبحر إلى المياه الحرة والمحيطات، هي أن يكف الأعداء عن العداء ضدنا، وأن ينشغلوا بأمورهم، فالشعب الإيراني ليس من الذين يخضعون لإجراءات الحظر.
وأضاف الأدميرال إيراني في مقابلة خاصة مع قناة “العالم” الإخبارية، عقب مراسم الاستقبال للأسطول البحري الإيراني: المهم هنا أيضاً بأن الأسطول المشكل من السفن والبوارج والمدمرات كانت بيد الشباب الإيرانيين والعلم الإيراني يرفرف أينما نجده ضرورياً.
وتابع الأدميرال إيراني: نقول لدول الجوار أنه عبر التعاون معاً يمكن الرد على أي هجمات تستهدف أمن المنطقة والصمود أمام أي محاولات لضرب أمن واستقرار المنطقة.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإيراني: المجموعة البحرية المؤلفة من المدمرة “سهند” والسفينة اللوجستية العملاقة “مكران” عادت إلى المياه الإقليمية الإيرانية بعد الإبحار في المياه الحرة والمحيطات.
يذكر أن هذه الرحلة استغرقت 133 يوماً من دون الرسو في الموانئ، حيث تمكنت كل من “سهند” و”مكران” من اجتياز أبعد المناطق البحرية والمضيقات والممرات الحيوية والاستراتيجية.