مشاريع زراعية ضخمة.. “البطاطا الحلوة” عوائق وصعوبات
بجهود وخبرات متراكمة عبر سنوات عديدة استطاع حسين عزيز فضة ابن قرية السرسكية بريف اللاذقية أن يتبوأ الصدارة على مستوى الوطن العربي في زراعة وإنتاج البطاطا الحلوة حاملاً معه طموحاً بأن يصبح هذا المشروع الأول على مستوى العالم.
وخلال لقاء مع مراسل “سانا” أوضح فضة أن إنتاجه من البطاطا الحلوة بلغ العام الماضي 600 طن متوقعاً أن يتضاعف الإنتاج هذا العام مبيناً أنه بدأ زراعة البطاطا الحلوة بمساحة صغيرة لا تتجاوز هكتاراً واحداً عام 2007 ثم توسع في مشروعه ووصل الآن إلى 40 هكتاراً تقريباً ليغطي السوق المحلية في مختلف المحافظات ويؤمن مصدر دخل لما يقارب 48 عائلة تضم أفراداً من مصابي الحرب وذوي الشهداء.
وأوضح فضة أن البطاطا الحلوة ذات فائدة كبيرة فهي غنية بالألياف والسكريات بالإضافة إلى أنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تقضي على الخلايا السرطانية في بدايتها كما تحتوي على مادة الكولاجين المفيدة للبشرة وتستخدم في صناعة المساحيق التجميلية وفي صناعة حليب الأطفال والحلويات كما تستخدم جذورها الناعمة كعلف للحيوانات حيث نوفر أطناناً كبيرة من الأعلاف ويمكن الاستفادة من الجزء الخضري فوق الأرض ليتحول إلى مادة التورب وأسمدة عضوية بعد معاملتها حيث يتم العمل على تطوير هذه الفكرة في المراحل القادمة.
وحول آلية عمل زراعة البطاطا الحلوة قال فضة: يتم تجهيز الشتول في فصل الخريف في بيوت بلاستيكية وبحلول الربيع نقوم بتسميدها لتتم زراعتها بدءا من شهر حزيران حتى شهر آب حيث يبدأ جني المحصول من منتصف شهر أيلول حتى منتصف تشرين الثاني ويتم جني المحصول مرة واحدة سنوياً.
وتسهيلاً لعملية التسويق اعتمد فضة طريقة لتغليف المنتجات بأسلوب التجزئة فقد كانت في السابق توضب بأوزان 25 كيلوغراما حصراً أما الآن فنقوم بتوزيعها بصناديق وأكياس بوزن 10 كيلوغرامات أو 5 كيلوغرامات بأوزان ثابتة ومعروفة ما يعود بالربح على المزارع ويرفع نسبة المبيعات وتوفر الكثير على المستهلك أيضاً حيث يحصل على حاجته.
وأشار فضة إلى عدد من الصعوبات التي تواجه حسب رأيه استمرارية المشروع وتطوره وفي مقدمتها المحروقات حيث يتم إمدادنا بكميات ضئيلة لا تتناسب مع حجم المشروع لأن الاعتماد في الري هو على الآبار والغطاسات الكهربائية وبسبب انقطاع التيار الكهربائي نضطر لتشغيل 12 مولدة تحتاج إلى 200 لتر مازوت يومياً مبيناً أنه من ضمن الصعوبات أيضاً الارتفاع الكبير بأسعار الأسمدة والتأخر في تأمينها.
ودعا فضة إلى رفع مخصصات المحروقات للقرى التي تعتمد على الزراعة حيث يصل إلى الوحدة الإرشادية في قرية السرسكية خمسة عشر ألف لتر مازوت بينما الحاجة الفعلية أكبر من هذه الكمية فضلا عن وصولها متأخرة في بعض الأحيان وبسبب ارتفاع أسعار المحروقات فقد أصبح ربع تكلفة الإنتاج الزراعي ينفق على نقل المحصول بين المحافظات حيث لا يمكن تصريفه بشكل كامل في محافظة اللاذقية وحدها وإنما يتم نقله إلى محافظة دمشق وحمص وطرطوس وحماة والسويداء.
كما يأمل فضة بمنح قروض زراعية وتسهيل إجراءاتها وإيجاد تأمين زراعي يعوض للمزارع في حال تعرضه للخسارة.