بعد عقدين من الزمن على هجمات الـ 11من أيلول عام 2001، تكشفت الكثير من الأمور، وبانت أكذوبة الولايات المتحدة الأمريكية في حربها على الإرهاب التي اتخذتها واشنطن ذريعة لأكبر حملة تدخل عسكرية في التاريخ.
فقد جاءت الذكرى هذه المرة لتكوّن الصورة الأوضح عن النفاق الأميركي الذي أسست له منذ ما يقارب عشرين عاماً، عند بدء حربها المزعومة على الإرهاب، فها هو المشهد ينتقل من مزاعم الحرب على الإرهاب إلى مشاهد دعم الإرهاب ومساندته لا بل أكثر من ذلك تسليمه زمام الأمور في عدد من البلدان.
فأفغانستان بعد عشرين عاماً من غزوها وتدميرها على يد الولايات المتحدة الأميركية هي المثال الحي والحقيقي اليوم على ما قامت به واشنطن ولازالت، لاسيما بعد انسحاب مشبوه جاءت نتائجه، “تسليم البلاد لحركة طالبان”!.
فأميركا قد سلمت مفاتيح الحكم لحركة “طالبان” من دون مقدمات تذكر وهي النتيجة ذاتها التي تريد تحقيقها في بقية الدول التي انتهجت فيه النهج المزعوم والكاذب ذاته، كسورية والعراق وليبيا والتي هي حتى هذه اللحظة ضحية الإرهاب الأميركي.
تقرير جديد أعدته منظمة “إير وورز” البريطانية وأصدرته بالتزامن مع ذكرى هجمات أيلول أن الولايات المتحدة قتلت نحو 23 ألف مدني في اعتداءات وغارات جوية شنتها على دول عدة حول العالم منذ عام 2001 .
وأوضح التقرير أن الجيش الأمريكي نفذ ما يقرب من 100 ألف غارة جوية منذ عام 2001 وأن العام الأكثر دموية في العقدين الماضيين لضحايا الاعتداءات الجوية الأمريكية من المدنيين كان عام 2003 عندما تم الإبلاغ بإحصاءات رسمية عن مقتل ما لا يقل عن 5529 شخصاً جميعهم تقريباً خلال الغزو الأمريكي للعراق في ذلك العام.
ولفت التقرير إلى أن التقديرات التي توصلت إليها منظمة “إير وورز” تشير إلى أن عدد الضحايا الفعلي للمدنيين الذين قتلوا جراء الاعتداءات الجوية الأمريكية بزعم محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي يصل إلى نحو 19624.