العدو الإسرائيلي أُسقِط في يده، وكُشِفت ثغراته وهفواته الكبيرة وليست الصغيرة وعلى الملأ، إذ تركت عملية هروب الأسرى الستة من سجن “جلبوع” في فلسطين المحتلة تداعيات كبيرة ومختلفة عن سابقاتها، وسعت من نطاق التصدع الموجود أساساً في أجهزته الأمنية والاستخبارية، لذلك وعلى ما يبدو فليس من السهل تجاوز تداعيات الحدث خلال فترة وجيزة.
إذاً الصورة هي كما يلي: عملية هروب الأسرى كشفت عورات العدو الداخلية التي يتغافل عنها أو يتجاهلها ليُصدّر بدلاً عنها صورة “القوة” المزعومة، لكن الفضيحة تأتي من داخل بيته، إذ حمّلت صحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية الشرطة الإسرائيلية ومديرية السجون مسؤولية ما سمته بـ”إخفاق يوم الغفران”، مؤكدة أن الخلل الذي أصاب صورة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سيحتاج وقتاً طويلاً لإصلاحه.
في مديرية السجون استعدّوا في الأسابيع الأخيرة لتمكين السجناء من الاحتفال بأعياد شهر “تشرين العبري”، لم يتوقع أحد هناك الحصول في رأس السنة “العبرية الجديدة” على “إخفاق يوم الغفران”، حسب الصحيفة.
ولتدعيم صورة الإخفاق الأمني والاستخباري الذي لحق بالكيان، رأت “إسرائيل هيوم” إلى أن إخفاق الهروب لا تقف مسؤوليته عند برج الحراسة، وإنما هو موجود عميقاً في الثقافة السطحية للجهاز التنفيذي والاستخباري والقيادي للسجن وقيادة المنطقة.
هذا الإخفاق ليس الأول من نوعه لكيان العدو، وبالرغم من ذلك فإن دروس الماضي لم تترك أثرها للاستفادة منها مستقبلاً، وبالتالي توالت الإخفاقات، حيث قالت الصحيفة: مديرية السجون تعاملت في الماضي مع هروب سجناء أسرى، كل حالة كشفت خللاً مختلفاً، والمنطق يقول إنه تمت دراسة كل تحقيق واستخلاص نتائجه.. حقيقة أن النجاح في الفرار من سجنٍ يُفترض أن يكون بمستوى تأمينٍ مرتفع، وهذا بعد اكتشاف ثغرة في الماضي– تشير إلى أنه لم يتم تعلّم شيء.
نقاط الضعف في إدارة سجون الاحتلال ليست قليلة، وببساطة يمكن حدوث اختراقات، إذ أقرّ سجّان سابق في مصلحة سجون الاحتلال خدم في “جلبوع” بوجود العشرات من نقاط الضعف التي ساعدت على فرار الأسرى الفلسطينيين، معترفاً بأن أحد الإخفاقات الأساسية هو أن السجانين يبلّغون مسبقاً الأسرى بعمليات الفحص الجسدية للعثور على علامات مشبوهة، قائلاً: الأسرى يعلمون دائماً كل شيء”.
واللافت ما صرح به القائد السابق لسجن “جلبوع” بأن ستة أسرى يفرون من تحت أنوفنا جميعاً فهذا أخطر حادث يمكن أن يحدث.. لقد فشلنا فشلاً ذريعاً.