تطورات ميدانية وسياسية يفرزها المشهد الفلسطيني اليوم في ضوء الأحداث الأخيرة لاسيما المتعلقة بنتائج الهزيمة التي ألحقها أسرى سجن “جلبوع” بمنظومة الكيان الأمنية، وانعكاساتها القمعية الهمجية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق بقية الأسرى وأقربائهم أثناء إجراءات الملاحقة والبحث عن الأسرى الفارين.
ففي مدن القدس والضفة شنت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” اليوم اقتحامات واعتقالات واسعة، طالت أقرباء أسرى جلبوع الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم.
وأفادت مصادر لوكالة “فلسطين اليوم”، أن قوات الاحتلال اعتقلت والد أسير مناضل من بلدة يعبد، واعتقلت أسيراً مع شقيقه من بلدة عرابة، وشاباً من مكان عمله في بلدة برطعة في مدينة جنين.
وفي ساعات الفجر، واصل المئات من جنود الاحتلال حملات التمشيط والدهم في بلدات وقرى عانين والطيبة والعرقة غرب جنين.
كذلك شنت قوات الاحتلال حملات تمشيط أخرى في الجنوب الغربي من جنين من بلدات برطعة حتى يعبد وأم دار وظهر العبد، بحثاً عن الأسرى الستة الذين فروا من سجن “جلبوع”.
كما قامت قوات الاحتلال بمداهمة عدة أحياء في مدينة الخليل وفتشت عدداً من المنازل في منطقة الحاووز، وعبثت بمحتوياتها، ونصبت عدة حواجز عسكرية في مناطق متفرقة في المدينة وفتشت مركباتهم ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
وقد ساد توتر شديد في سجن “جلبوع” عقب هروب الأسرى الستة بسبب إجراءات القمع التي تنفذها الوحدات التابعة لمصلحة سجون الاحتلال بحملة قمع وحشية بحق الأسرى في قسم رقم “3”.
وعلى خلفية ذلك الإجرام حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة، المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى الستة ومعاناة ذويهم وأقاربهم، وعن تداعيات اعتقالهم، والضغط عليهم، وابتزازهم، وترهيبهم.
وأدانت الخارجية في بيان صحفي لها اليوم، حملة القمع والتنكيل وعمليات التصعيد الوحشي التي تمارسها دولة الاحتلال ومصلحة إدارة سجونها بحق كافة الأسرى الذين جرى نقلهم إلى سجون أخرى، بما في ذلك اقتحامات السجون، وأقسامها، والاعتداء على الأسرى، والتضييق عليهم.
وطالبت الوزارة، مجلس حقوق الإنسان، والصليب الأحمر الدولي، والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، ومحكمة الجنائية الدولية، بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من انتهاكات وجرائم ومخالفات صريحة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وللضغط على حكومة الاحتلال لوقف اختطافها واستفرادها بالأسرى.
واستكمالاً للمشهد الإجرامي بحق الفلسطينيين، أصيب عدد من الأشخاص بحالات اختناق، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
في غضون ذلك اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت ما يسمى “جماعات المعبد” قد حرّضت خلال الأيام الماضية المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى.
إلى ذلك، أطلقت زوارق الاحتلال الإسرائيلي النار صباحاً تجاه قوارب الصيادين في عرض بحر السودانية شمال قطاع غزة.
وقالت لجان توثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصيادين: أن إطلاق النار جرى في المناطق المسموح بها من دون الإعلان عن وقوع إصابات.