قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف أدت إلى تراجع إنتاجية الثروة الحيوانية

عدم توافر المراعي اللازمة للثروة الحيوانية (أغنام- أبقار- ماعز), بدءاً من بقايا المحاصيل الحقلية وانتهاء بالمحاصيل العلفية، من جراء قلة الهاطل المطري خلال موسم الشتاء، والمترافق مع الارتفاع الكبير لأسعار المادة العلفية, وخاصة «جاهز الأبقار والأغنام»، والتي فاقت أسعارها وللطن الواحد ١.٥ مليون ليرة .. كل ذلك مجتمعاً وحسبما أشار عدد من المربين لـ«تشرين» ومنهم عاطف الأوس انعكس سلباً على واقع الثروة الحيوانية في المحافظة، وذلك من حيث تعدادها الذي بدأ بالتراجع وكذلك إنتاجيتها، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف التربية من جراء اضطرار المربين لشراء الأعلاف من السوق السوداء لتعويضها عن أعلاف المراعي.
وبيّن مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد أن الجفاف والذي مرده إلى قلة الأمطار خلال موسم الشتاء، أثّر بشكلٍ سلبي في الثروة الحيوانية لعدم توافر الأعلاف لها بالشكل الأمثل، ما أدى إلى إصابتها بالعديد من الأمراض،إضافة إلى انخفاض مناعتها إزاء الأمراض الوبائية، والأهم هو تراجع إنتاجها من الحليب، الأمر الذي أوقع المربي في مصيدة الخسائر المالية, لافتاً إلى أن عدم تأمين الغذاء اللازم أي الأعلاف للثروة الحيوانية سيؤدي أيضاً إلى حدوث إجهاضات لدى أمات الأغنام والأبقار, وتالياً نفوق مواليدها وهذه خسارة أخرى تضاف إلى سجلات المربين نتيجة للواقع المزري المحيق بالثروة الحيوانية حالياً.
وأضاف حامد: إن قلة المراعي إضافة لارتفاع أسعار المادة العلفية، دفع المربين لبيع مواشيهم وخاصة غير المنتجة، مع الإبقاء على المواشي المنتجة، وذلك للتخفيف من أعباء الأعلاف, واللافت أمام هذا الواقع هو تسجيل تراجع ملحوظ بأسعار مبيع المواشي، وذلك من جراء ما ذكر آنفاً.
طبعاً هذا الواقع المفروض قسراً على المربين والكلام لمدير الزراعة دفع مديرية الزراعة للتقدم بالعديد من الإرشادات للمربين التي من شأنها الحفاظ على الثروة الحيوانية، والتي أولها: دعم المواشي بمجموعة من الفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية التي تضاف إلى الأعلاف لكونها تعد متممات علفية ضرورية للمواشي، والعمل على زراعة الأعلاف الخضراء «البرسيم, الفصة» طبعاً إذا توافرت مصادر الري لذلك، إضافة إلى استخدام نماذج جديدة من العلف البديل كالتوجه إلى زراعة الصبار الأملس كونه مقاوماً للجفاف واستخدام مخلفات معمل التقطير (عراميش) العنب وفرم بقايا تقليم الأشجار مثل: «الزيتون», وإعطاء المواشي مضادات للطفيليات الداخلية والخارجية.
وأكد حامد ضرورة الابتعاد ما أمكن عن استخدام بقايا مشاريع الخضار كأعلاف للمواشي, ولاسيما «الملفوف- القرنبيط» لكونها مُضرة بالمواشي، من جراء استخدام المزارعين المبيدات الحشرية بشكلٍ كبير، إضافة لاستخدامهم السمّ في مكافحة القوارض.
ويشار إلى أن تعداد الثروة الحيوانية وصل إلى نحو 766 ألف رأس, منها ٦٠٠ ألف رأس من الأغنام، و١٦ ألف رأس من الأبقار و١٥٠ ألف رأس من الماعز.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار