أسدل الستار على مشهد الغزو الأمريكي لأفغانستان، بما خلفه من فوضى قبل الانسحاب الأمريكي من ذلك البلد، وحتى بعده، وفتحت المرحلة الأفغانية المقبلة على مزيد من التساؤلات والترقب الانتظار لما سيئول إليه الأوضاع ليس في الداخل الأفغاني فقط بل في المحيط الإقليمي أيضاً على وجه التحديد، خاصة مع سيطرة “طالبان” الكاملة على المشهد بعد سقوط آخر الولايات تحت سيطرتها حيث تشكلت “جبهة مقاومة” ضدها منذ سيطرتها على الحكم منتصف الشهر الفائت.
في السياق، أعلن المتحدث باسم “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، انتهاء الحرب رسمياً في أفغانستان بعد السيطرة على ولاية بنجشير، مضيفاً: “تم الاستيلاء بالكامل على ولاية بنشجير، وقد تم تأمين البلاد بالكامل، ويخضع الآن الإقليم لسيطرتنا بالكامل”.
وأكد المتحدث على “أن جميع أهالي بنجشير بخير ولم يلحق أي ضرر بالمدنيين خلال السيطرة على بنجشير، وأنهم سيحظون بجميع الحقوق التي يحظى بها بقية الشعب الأفغاني، ولن يكون هناك أي معاملة سيئة في التعامل معهم”.
ولفت المتحدث إلى أن الحركة سعت لحل قضية بنجشير سلمياً وعن طريق التفاوض لكن الطرف المقابل رفض ولم يبق إلا حسم القضية عسكرياً.
وعن تشكيل الحكومة قال المتحدث: “سيتم تشكيل حكومة جديدة مؤقتة والإعلان عنها قريباً مع إجراء بعض التعديلات مستقبلاً”، مضيفاً: “يحتمل أن تكون الحكومة في الوهلة الأولى نيابية، حتى تكون قابلة لاستيعاب التعديل والتغيير.. هنالك بعض الأمور التقنية المتبقية”.
ودعا ذبيح الله المجتمع الدولي المساعدة في إعادة إعمار أفغانستان ودعم الشعب الأفغاني.
ووجهت طالبان دعوة إلى كل من تركيا والصين وروسيا وإيران وباكستان وقطر لحضور مراسم الإعلان عن تشكيل الحكومة.
وأشاد مجاهد بدعم الصين قائلاً: “نعتبر دعم دولة الصين خطوة إيجابية، ونتوقع أن تعترف الصين على الحكومة الجديدة”.
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي عناصر من “طالبان” يقفون أمام بوابة مجمع حاكم إقليم بنجشير، في حين لم يصدر أي تعليق من أحمد مسعود زعيم الجماعة المعارضة “المقاومة” لـ”طالبان”.
ونشرت الحركة مقاطع فيديو تظهر استيلاءها على عدد من المروحيات العسكرية، قالت إن “المقاومة” في بنجشير تركتها وهربت.
من جهتها، كتبت “الجبهة الوطنية للمقاومة” على “تويتر” أنها تسيطر على “مواقع إستراتيجية” في الوادي، مضيفةً: “النضال ضد “طالبان” وشركائها سيستمرّ”.
وفي سياق ردود الفعل، أدانت طهران سيطرة “طالبان” على بنشجير، قائلة:”حصار بنجشير لا يتطابق مع الحقوق الدولية وحقوق الإنسان.. نقف إلى جانب الشعب الأفغاني لتجنب الاقتتال الداخلي، ونرفض التدخلات الخارجية من أي طرف، ونؤكد أن هكذا تدخلات لن تصل إلى نتيجة”.
إلى ذلك، قال وزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي: إن إعلان “طالبان” عن سيطرتها بالكامل على بنجشير لا يزال غير واضح.. الوضع في بنجشير لم يغير الصورة العامة”.