بالرغم من اقتراب موعد قطاف التفاح من قبل المزارعين، إلا أن فرع المؤسسة السورية للتجارة في السويداء وعلى غير عادته، لم يعلن هذا الموسم ولتاريخه عن نيته استجرار إنتاج المزارعين من التفاح، ولا حتى موافقته على التسعيرة التأشيرية التي حددتها اللجنة الزراعية منذ أكثر من شهر, الأمر الذي أثار مخاوف الفلاحين, ولاسيما الراغبين منهم بتسويق منتجهم إلى «السورية للتجارة»، علماً وحسبما أشار عدد من المزارعين لـ«تشرين» ومنهم نصر أبو عاصي إلى أن عدم إعلان « السورية للتجارة» حتى هذا التاريخ عن استجرارها محصول التفاح, وتالياً البدء بتوزيع الصناديق على الفلاحين، إضافة إلى عدم إعلانها أيضاً عن تسعيرة التفاح المراد تسويقه إلى براداتها، ما شرّع الأبواب الاستغلالية أمام السماسرة والتجار لشراء الإنتاج من الفلاحين وفق الأسعار التي تناسبهم وحدهم، ولا تناسب الفلاح.
وأضاف المزارعون: إنّ إعلان «السورية للتجارة» عن فتح أبوابها التسويقية أمام مزارعي التفاح، إضافة لإعلانها عن تسعيرة التفاح لهذا الموسم بكل تأكيد ستكون له انعكاسات إيجابية على الفلاحين، لكون ذلك سيسحب بساط الأسعار من قبضة التجار، ويترك للفلاح خيار البيع للتاجر أو « السورية للتجارة», لافتين إلى أنه سبق للجنة الزراعية أن حددت قبل عطلة العيد أسعار التفاح التأشيرية وفق الآتي: تفاح أحمر نوع أول ١٤٠٠ ليرة للكيلو, والثاني ١٣٠٠ ليرة, والثالث ٩٠٠ ليرة, بينما تسعيرة التفاح الأصفر: نوع أول ١٣٠٠ ليرة, والثاني ١٢٠٠ ليرة, والثالث ٨٥٠ ليرة.
أما التفاح الموشح فقد تم تسعيره بـ١٢٠٠ ليرة للنوع الأول, و١٠٠٠ ليرة للنوع الثاني، إلا أن هذه التسعيرة غير مُلزمة «للسورية للتجارة»، فلتاريخه لم يُوافق عليها من قبل المؤسسة العامة للسورية للتجارة، ما أبقاها تسعيرة مع وقف التنفيذ، عدا عن ذلك وهذه التسعيرة أيضاً غير مُلزمة للتاجر, وطالب الفلاحون بضرورة إيجاد منافذ تسويقية بديلة يستطيع من خلالها المزارعون بيع منتجهم بعيداً عن استغلال السماسرة والتجار.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: مادامت تسعيرة اللجنة الزراعية لا تسمن ولا تُغني من جوع ولا تصب في مصلحة الفلاح فلماذا إذاً يتم تحديدها؟ سؤال برسم من يعنيه الأمر!.
من جانبه أشار رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس إلى أن تسعيرة اللجنة الزراعية التي صدرت منذ شهر هي تسعيرة تأشيرية وتثبيتها يحتاج إلى تصديق اللجنة الاقتصادية لدى رئاسة مجلس الوزراء، لافتاً إلى أن عدم التصديق عليها أخّر إعلان «السورية للتجارة» عن استجرار التفاح، مضيفاً أن واقع تسويق التفاح لهذا الموسم لا يبشر بالخير, وخاصة أن التجار الراغبين بشراء الإنتاج من الفلاحين باتوا المتحكمين بالأسعار، إضافة لذلك, وهذا الأهم أن حراكهم إزاء شراء التفاح هذا الموسم شبه معدوم، لذلك يبقى أمل المزارعين معقوداً على «السورية للتجار».
بدوره قال مدير فرع السورية للتجارة في السويداء ربيع غانم: ما زلنا ننتظر تعليمات الإدارة العامة إزاء استجرار مادة التفاح من الفلاحين وتالياً التصديق على التسعيرة من قبل اللجنة الاقتصادية لدى رئاسة مجلس الوزراء، والتي اقترحتها اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة، مضيفاً أنه في حال الإعلان عن التسعيرة بشكلٍ نهائي فالفرع جاهز لاستجرار كامل الكميات المراد تسويقها من التفاح إليه.
قد يعجبك ايضا