نظمت كلية الطب البشري في جامعة دمشق بالتعاون مع الجمعية السورية لمرضى الناعور يوما علميا للتعريف بمرض الناعور والاضطرابات النزفية الأخرى وآخر المستجدات العلمية والطبية في علاجها والوقاية منها.
وتخلل اليوم العلمي على المدرج الجديد لكلية الطب محاضرات تناولت تحسين نوعية حياة مرضى الناعور وداء “فون ويلبراند” والاضطرابات النزفية التي تواجه السيدات الحوامل أثناء الولادة.
عميد كلية الطب رائد أبو حرب أكد في تصريح لمندوبة “سانا” أهمية نشر التوعية بزواج الأقارب وإجراء فحوصات ما قبل الزواج للوقاية من أمراض الدم الوراثية ومنها الناعور مشيرا إلى وجود تقنيات حديثة توفر الكشف المبكر عن هذا المرض في المراحل الجنينية.
بدورها أشارت رئيسة الجمعية السورية لمرضى الناعور الدكتورة تهاني علي أن عامل الوقاية مع التشخيص المخبري الصحيح وتدبير الأدوية خطوة وقائية متطورة ليصبح مرض الناعور قابلا للعلاج والسيطرة لافتة إلى أن سورية خطت بهذا الاتجاه من خلال التشخيص المبكر قبل الولادة وكشف ناقلات المرض.
وذكرت علي أن عدد مرضى الناعور في سورية وفق سجلات الجمعية نحو 1300 مصاب موضحة أن هناك ما يقارب ألف مريض غير مسجلين عازية السبب لعدم رغبتهم بالإفصاح عن مرضهم.
مدير مشفى المواساة الجامعي الدكتور عصام الأمين أشار إلى أن العامل الأساسي في انتشار المرض هو زواج الأقارب وعدم الالتزام بإجراء فحوصات ما قبل الزواج فيما ذكر مدير مشفى التوليد الجامعي الدكتور جميل طالب أن الناعور من المشاكل الخطرة التي تؤثر على صحة الحامل وقد تظهر عبر اضطرابات التخثر أثناء الولادة وبعدها.
وفي السياق ذاته، أكد نائب عميد كلية الطب البشري بجامعة دمشق للشؤون العلمية الدكتور مروان الحلبي ضرورة تركيز الجهود واتباع الوسائل العلمية الحديثة للوقاية من انتقال هذا المرض وراثيا إلى الأجيال اللاحقة.
والناعور وفق الاتحاد العالمي للهيموفيليا مرض نادر ينزف المصابون به لوقت أطول من الأشخاص الطبيعيين لأن دمهم لا يحتوي على كمية كافية من عوامل التخثر وهي بروتينات موجودة بالدم وتتحكم بالنزف ورغم أنه مرض وراثي إلا أنه قد يظهر لدى طفل دون قصة عائلية سابقة نتيجة تبدل في مورثاته.
ويصيب الناعور الإناث في حالة واحدة أن يكون الأب مصاباً والأم حاملة للمرض وهي حالة نادرة جداً ومن أعراضه بشكل عام كدمات كبيرة ونزف داخل العضلات والمفاصل ونزف فجائي داخل الجسم دون سبب واضح ونزف لوقت طويل بعد إصابة أو حادث أو عمل جراحي.