بحث الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين اليوم وحسين أمير عبد اللهيان وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات التي تهم الشعبين السوري والإيراني.
وناقش الوزيران عدداً من القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائي وخصوصاً في المجالين السياسي والاقتصادي حيث اتفقا على تعزيز الجهود لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن هذا التعاون وصولاً بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الذي يطمح إليه شعبا البلدين.
وحول مشاركة إيران في قمة بغداد أكد الوزير عبد اللهيان أن موقف إيران كان واضحاً قبل وأثناء وبعد انعقاد القمة بشأن أهمية التنسيق مع سورية في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة وأن إيران كانت دائماً وما زالت تدعو إلى أن يكون التنسيق عاملاً أساسياً في استقرار المنطقة وازدهارها.
وفي معرض تبادل الآراء بين الوزيرين كانت وجهات النظر متفقة على رفض أي وجود عسكري غير شرعي في سورية وعلى رفض الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على شعبي البلدين وكذلك على دعم موقف إيران فيما يتعلق برفض المحاولات الغربية للتدخل في شؤونها وكذلك فيما يتعلق بالمفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
حضر اللقاء من الجانب السوري الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين وشفيق ديوب سفير الجمهورية العربية السورية في طهران وسامي سلامة مدير إدارة المراسم وعبد الله حلاق مدير إدارة المكتب الخاص ووريف الحلبي مديرة إدارة الإعلام وقصي مصطفى وأحمد دياب من إدارة آسيا ويزن الحكيم من مكتب الوزير ومن الجانب الإيراني إبراهيم عزيزي النائب في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني وعلي أصغر خاجي المستشار الأعلى للشؤون السياسية الخاصة ومحمد رضا نصير باغبان مستشار الوزير ومير مسعود حسينيان مساعد الوزير والمدير العام لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعبد الله نكوثام قديري معاون الدبلوماسية الإعلامية ومهدي سبحاني السفير الإيراني في دمشق وعدد من أعضاء السفارة.
وفي تصريح للصحفيين في مبنى وزارة الخارجية عقب الاجتماع: أوضح الوزير المقداد أن الجانبين ناقشا المسائل الإقليمية والعلاقات الثنائية والأوضاع في سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والتحديات الماثلة أمام البلدين.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن المباحثات شملت الأوضاع على الساحة الأفغانية حيث تم التأكيد أن الهزيمة المدوية للولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان ستكون هزيمة لها أيضاً في سورية وفي كل أنحاء العالم الذي يتطلع إلى التحرر والسيادة والاستقلال وقال: هذا درس قاسٍ لعملاء وأدوات الولايات المتحدة في المنطقة وفي العالم وعلى الولايات المتحدة بشكل خاص والدول الغربية بشكل عام أن تعي أن قواها التي حشدتها في أفغانستان سواء من قبلها أم من قبل الناتو انهزمت هزيمة منكرة.
ولفت الوزير المقداد إلى صمود كل من سورية وإيران معاً في مواجهة الإرهاب والحصار مؤكداً أن صمود إيران في وجه كل الضغوط الغربية أثبت أن الشعب الإيراني لا يستسلم وأن البلدين استطاعا تطوير قدراتهما الذاتية صناعياً ومادياً وثقافياً واقتصادياً رغم التحديات.
بدوره وزير الخارجية الإيراني وصف المباحثات “بالمفيدة جداً” بخصوص سبل تطوير العلاقات الثنائية بالمجالات كافة مبيناً أن البلدين يعملان حالياً على وضع خارطة طريق لتطوير علاقات التعاون التجاري والاقتصادي لمواجهة العقوبات الجائرة المفروضة عليهما ومشدداً على أهمية تطوير التعاون بين القطاع الخاص ورجال الأعمال في كلا البلدين.
وأكد عبد اللهيان ضرورة وضع كل الترتيبات السياسية والأمنية في المنطقة بحضور كل دولها ومن ضمنها الجمهورية العربية السورية مجدداً الإشارة إلى أهمية دور كل من العراق وسورية في وضع الترتيبات الإقليمية الجديدة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً ومشدداً على أن وجود القوى الأجنبية في هذه المنطقة لن يساعد في إرساء أمن واستقرار مستدام فيها.
ولفت عبد اللهيان إلى أن الجانبين أجريا مشاورات بشأن التطورات في أفغانستان مبيناً أن الحل الذي يجب على الأطراف كافة الاهتمام به هو تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.
وأكد عبد اللهيان أن الكيان الصهيوني يعتبر عاملاً رئيساً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة معرباً عن ثقته بأن المشاورات والتعاون بين دول المنطقة والدول الإسلامية سيكون لها دور مهم جداً في إرساء أمن مستدام فيها.