التصفيات النهائية للبطولة الوطنية للمناظرات المدرسية
بعدما نجحت في التأهل من التصفيات على مستوى المحافظات، للتنافس في التصفيات النهائية للبطولة الوطنية للمناظرات المدرسية لعام 2021 التي تقيمها إدارة الأولمبياد العلمي السوري في هيئة التميز والإبداع لتحديد الأوائل على مستوى سورية، أعلنت هيئة التميّز والإبداع فخرها بجميع الشبان والشابات ضمن الفرق الـ48 التي شاركت في مرحلة التصفيات على مستوى المحافظات، والتي أقيمت في الفترة ما بين 18 – 22 حزيران 2021.
محمود غميض من الفريق الإعلامي في هيئة التميز والإبداع بيّن أن المناظرة لعبة هدفها تنمية مهارات الحوار، وتمكين الإنسان من الدفاع عن قضية تخصه أو تخص مجتمعه أو بلده وحتى الإنسانية جمعاء، فإن كل من شارك فاز في هذه اللعبة امتلك أداة جديدة من أدوات الحوار الممنهج والعلمي، وهي المناظرة.
وتأهل من مرحلة التصفيات على مستوى المحافظات 17 فريقاً إلى مرحلة التصفيات النهائية، وتمثل الفرق الـ 16 المشاركة المؤسسات التعليمية التالية: (مدرستان عامتان – 7 مدارس متفوقين – 3 مدارس خاصة – 3 منارات – المركز الوطني للمتميزين).
والبطولة خاصة بطلاب وطالبات مرحلة التعليم الثانوي من أعمار 15 – 18 سنة، وتخوض الفرق المتأهلة 28 مباراة تناقش 17 جملة جدلية محتملة، 9 منها ارتجالية و8 جمل محضّرة، ويشارك في تحكيم المباريات 16 حكماً من مختلف المحافظات السورية.
وبيّن غميض أن التصفيات النهائية ستشهد مباريات بين الفرق المشاركة والطامحة للوصول إلى المربع الذهبي الذي يجمع أفضل 4 فرق، لتدور المنافسات الختامية فيما بينها لإعلان الفائز وأصحاب المراكز 2 – 4 على مستوى سورية.
بدوره مالك حمود المستشار الإعلامي في هيئة التميز والإبداع بيّن أن التصفيات النهائية مباريات محضّرة تناقش جملاً جدلية محددة مسبقاً، ويطلب من كل فريق إعداد ملف مناظرة مكتوب يتضمن حجج الفريق المؤيدة للجملة الجدلية والمعارضة لها مع مصادر المعلومات والمراجع العلمية، حيث إن الجمل الجدلية المحضّرة المطروحة تناقش عدداً من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والثقافية والبيئية، المحلية منها والدولية.
كما تتضمن النهائيات مباريات تتناول جملاً جدلية ارتجالية جديدة تعلن قبل ساعة فقط من وقت المباراة، مع التركيز في هذه التصفيات على الجمل الارتجالية وبنسبة أكثر من نصف الجمل المطروحة، مقابل الجمل المحضّرة، وذكر حمود أن كل فريق في التصفيات النهائية يمثل الأعضاء نفسهم الذين مثلوه في تصفيات المحافظات من دون تبديل في أعضاء الفريق.
وختم قائلاً: تهدف هيئة التميز والإبداع من خلال مشروع المناظرات إلى إضاءة شمعة في ذهن كل مشارك عن الأسلوب الأجدى لطرح المشكلات والدفاع عنها، والتفكير بكل ما يصادفه يومياً من أحكام مطلقة قبل تبنيها بغضّ النظر عن التتويج من عدمه، وبالتالي فالطلبة الذين مروا خلال هذه البطولة ولفتوا الأنظار إلى أدائهم المميز وقدرتهم على الحوار من دون انفعال وبشكل حضاري، هم الفائزون الحقيقيون بغضّ النظر عن قوانين اللعبة والمسابقة التي تفرض أن تكون هناك قواعد للتأهل والتتويج في مشروع وطني مهم وكبير وهادف للمشاركة في بناء الوطن ونشر ثقافة الحوار الحضاري بأساسه المعرفي والمنطقي.
محمد علي – محكّم في البطولة الوطنية للمناظرات المدرسية قال: لدينا في التحكيم ثلاثة محاور أساسية نحكّم عليها وهي الأسلوب والمحتوى والاستراتيجية، الأسلوب يعنى بكل شخص وكيفية عرضه الأفكار، كيف يكون أسلوبه في طرح الفكرة وإيصالها وكيفية إحساس لجنة التحكيم بأهمية القضية من خلال أسلوبه، وكمحتوى ماذا يقدم كمادة منطقية، أما كاستراتيجية ما هي الأسس التي بنى عليها المنحى هل اختار منحى اقتصادياً أم إنسانياً أو أشياء أقل أهمية.
علي نحاس – مدرب في منارة هنانو بالأمانة السورية للتنمية في حلب قال: المناظرات المدرسية جزء من مشروع مناظرات وطن كبير يهدف إلى نشر ثقافة المناظرة التي هي بالأساس موجودة عند الشعب السوري ومن خلال هذه البطولة سنعزز المناظرات المدرسية لتصل إلى جميع السوريين.
زين جوخدار- مدربة في منارة «المحافظة» مدينة حلب بيّنت أن للمناظرات المدرسية دوراً كبيراً وخاصة مع اليافعين، فمن الضروري أن نبدأ الحوار مع هذه الفئة الصغيرة حتى تبنى شخصياتهم ويصبحوا أكثر قدرة على اتخاذ القرارات.
سارة حسام سيف (17 عاماً) من الفريق الأول في مدرسة المتفوقين بمحافظة السويداء قالت: المناظرات المدرسية تساعدنا على بناء شخصيتنا بطريقة صحيحة ونحاور بثقافة عالية عن طريق امتلاكنا معلومات قوية جداً إضافة إلى تعرفنا إلى صداقات جديدة من محافظات مختلفة.
مايا الشاطر (17 عاماً) من مدرسة المتفوقين في محافظة السويداء بيّنت أن المناظرات المدرسية توسّع دائرة معارفنا فقد أصبحت لدينا طريقة إقناع للطرف الآخر.