العودة إلى أرض الشام
عندما تفرغ البيوت من ساكنيها والقلوب من المحبين ماذا يبقى؟
القلوب مجروحة بسكين الغربة والبعد والعيون تسأل عن وجوه ألفتها وأحبتها وكانت تشتاق لها مع كل رفة عين.. وفجأة سافرت عبر الزمن وتركت في القلب لوعة واشتياقاً.
ظلال الوجوه في الشوارع وعلى الجدران.. والصدى يردد الضحكات والآهات وقلبي وحيد لا يؤنسه سوى الثقة بنور أتشبث به وأخشى فراقه.. أمضي ودليلي وحسبي ذلك النور الذي لا ينطفئ ونغادره ولا يغادرنا، ألجأ إلى ركنه وأستند إلى محبته.. ويبحر الزورق في ملكوت الكون حيث أرض الشام البداية والنهاية.
أشفق على القلوب الغافية التي تلهث خلف الأمنيات كأنها تطارد قوس قزح في يوم مشمس لا مطر فيه ولا سحاب في الأفق.
يهدأ الوجع في محراب الحب والتحيات.. وحدها دموع العتاب تغسل ظلمات القلب ويشرق الحبيب فتشفى كل الجروح والآلام كم هو البعد شاسع حين نغفل عن القلب، وكم جميل هو اللقاء عندما يكون السلام والوصل مع صحبة خير كرام.
الحدائق تشتكي هجرانها أين السعداء؟ لا بد من العودة والاستئذان للدخول إلى الروضة الجميلة والإبحار في الطيب والعطر والأنوار.
يا أيتها الأرض الطيبة في بعدك زادت الجروح متى نعود ونعالج قروح القلب.. العيون حزينة والبعد يضني الروح.. لا بد من نداء القوافل وشدّ الرحال من صحراء القفر والفقر لزيارة من تتوق له الروح صبابةً وشوقاً، وأين من يحمل أخبار ما حاق بنا وعظيم خطبنا حين بعُدنا عن الشام البلدة الكريمة المطيبة ؟!.
سلام على تلك الأرض المباركة، سلام على أهلها الطيبين، يا شام أنت الفضل والأمل وأنت وطن الأصحاب والأحباب .. والبُعد بلوى .. فمن يساعدنا ويسقينا جرعة نور من يد رحيمة.