بمشاركة 100 شاب .. اختتام المخيم الوطني الأول للمبدعين
اختتم اليوم المخيم الوطني الأول للمبدعين الشباب لطلاب مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية فعالياته، التي استمرت خمسة أيام في مدرسة الروضة المختلطة الثانية في منطقة الزبداني بريف دمشق بمشاركة 100 شاب وشابة من كل فروع المحافظات لاتحاد شبيبة الثورة.
المخيم الذي أقامته منظمة اتحاد شبيبة الثورة باستضافة من فرع ريف دمشق، وبالتعاون مع وزارة التربية ضم العديد من النشاطات الهادفة على مدى أيام عدة، تنوعت بين الإبداع والثقافة والجوانب الاجتماعية، والمبادرات ملامسة الواقع على أكثر من صعيد، لتكون برامج عمل في المستقبل، مستلهمة على سبيل المثال من الموهبة هند ظاظا لاعبة كرة الطاولة، وأصغر مشاركة في أولمبياد طوكيو، والمتوجة بعدة ميداليات في البطولة العربية التي جرت مؤخراً في الأردن، لتكون حافزاً لجيل الشباب لتحويل الطفرة إلى برنامج عمل في المستقبل على الصعيد الرياضي، عدا المبادرات الأخرى، التي حملت عناوين منها على سبيل المثال: منا وإليكم لمساعدة المحتاجين في بعض الملابس الشتوية لعدم قدرة بعض الأسر على شراء تلك الملابس، و«خلّي مدرستك خضرا» بإعادة تدوير المقاعد الدرسية، وإعادة تدوير الكتب المدرسية، إضافة للجلسات التوعوية وغيرها.
وبرز من بين المبدعين عبد الرحمن حيجي من فرع دير الزور، وحسن أحمد حسن من فرع طرطوس وسعد سامر الجراد من فرع دير الزور وجعفر العاص من فرع حلب وسناء محمد أحمد من فرع طرطوس الحاصلة على العلامة التامة في شهادة التعليم الأساسي وسنفرد لهم لقاءات خاصة قادمة.
أهم نشاطات المستقبل
وزير التربية د. دارم طباع الذي جال على المعسكر، وتابع كل فعالياته في اليوم قبل الأخير من المعسكر أمس الأربعاء برفقة رئيس اتحاد شبيبة الثورة علي العباس، ومتابعة طوال اليوم من “تشرين” للجولة عبّر عن سعادته بالمعسكر وقال لـ«تشرين» في حديث خاص:
نشاط الشبيبة من أهم نشاطات المستقبل، وإذا أردنا أن نفكر في المستقبل فيجب أن نستثمر في الشباب، وأن نرسم البسمة على وجوههم، لأنهم عانوا على مدى عشر سنوات من الحرب الظالمة على سورية، فكانوا ضحية لها على مستوى مشاعرهم وطفولتهم.
وأضاف وزير التربية: إن عودة البسمة إلى شفاههم تكفي لتكون مبادرة لبعث الأمل في قلوبهم، وهذه المعسكرات التي يقيمون من خلالها المبادرات، يتعلمون منها كيف ينظرون إلى المستقبل وأن يخططوا له، وينفذوا مبادرات وطنية تساهم في تطوير حياتهم وحياة الناس والمجتمع، وتالياً إعادة إعمار سورية من خلال تلك الطاقات الشابة المبدعة.
وأشار د. طباع إلى أهمية بناء الإنسان المتكامل من خلال تقوية شخصيته بإظهار إبداعاته، وتذوقه الفن والموسيقا والجمال والطبيعة، والتعامل معها كلها، وهذا كله كان متوافراً في المعسكر.
وقال خلال الجولة على المبادرات المتعددة: سعادتنا أكبر حين تنجزون المبادرات على أرض الواقع بسواعدكم في بيوتكم ومدارسكم، وسورية ستُعمر بأيديكم، ولترسلوا لنا المبادرات لكي لا تبقى حبراً على ورق بغية تفعيلها وإنجازها.
وطالب الشبيبيين بالتواصل مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليقدموا وطنهم إلى الآخرين بصورته الحضارية، ويشرحوا لهم المعاناة التي أعطتهم الدافع للعمل والجد والاجتهاد، لأن الأمل مزروع بكم، والنور في وجوهكم وقلوبكم.
وأضاف: عليكم أن تفكروا جيداً من أجل التعلم لبناء الوطن، ولحمل راية سورية بعد الحرب، ومن أجل تضحيات الشهداء علينا بناء سورية الحديثة، والحفاظ على القيم الرفيعة.
كسر الجليد للتعارف
كنان الحسن من فرع حمص لاتحاد شبيبة الثورة ومشرف مجموعة النصر قال: عملنا من اليوم الأول على كسر الجليد للتعارف بين الشبيبيين، وتم حصر المواهب، وكل مدرب كانت لديه مجموعة من الشبيبيين لنكون يداً واحدة وأسرة واحدة في العمل الذي تكلل بالنجاح من خلال المبادرات النوعية، كالمبادرة القادمة من فرع دير الزور، وإقامة مجسمات لبعض الأماكن الأثرية للتعرف عليها مثل الجسر المعلّق في دير الزور، الذي عبثت به وخرّبته العصابات الإجرامية.
وانطلق عملنا في المعسكر من قول السيد الرئيس بشار الأسد: «من ملك الشباب ملك المستقبل»، والأمل بالشباب، والأمل بالعمل، ولذلك عملنا على أرض الواقع بالتعاون مع الجميع.
مواهب عديدة
وأضافت المشرفة مروة داشور من فرع حلب: كانت الأعمار متفاوتة ومن بيئات متعددة تعمدنا أن نخرج طاقاتها الكامنة، فشاهدنا العديد من المواهب والاختراعات التي جسّدها المشاركون والمشاركات بشكل إبداعي.
وأنشدت زينة العباس من فرع طرطوس شعراً قالت فيه: «شبيبة الثورة معك.. جند الأسد.. أعطينا القوة .. أعطينا الأمل .. فيكنّ أصبحنا شباب المستقبل.. حبك علّمنا أن نسعى وأن نعمل لنكون جند الوطن».
وقالت عشتار ديب من فرع اللاذقية: المعسكر حلو وجميل، وكنت أتمنى تمديده، وشاركتها الرأي شهد السعيدي من فرع دمشق لكونها تعرفت إلى أصدقاء جدد من كل المحافظات.
وأشار مازن محمد النزاع من فرع دير الزور إلى العمل الذي سيقوم به في التصميم، من خلال إنجاز بعض الأعمال الإعلامية في التعامل مع الأغنية الخاصة بالمعسكر التي تم إطلاقها خلاله.
أما المشرفة رشا ديكار من فرع حمص فرأت أنه رغم كل الظروف التي مرت على الوطن إلا أن شباب سورية كانوا مبدعين وبارعين، فالشباب أمل وثقتنا بهم كبيرة، لأنهم مبدعون في كل الاتجاهات بالغناء والعزف والرقص والتمثيل والإعلام وغيرها من الفنون، وكان دورنا كمشرفين العمل على صقل مواهبهم وتنمية تلك المواهب الرائعة.
أهداف المخيم
رئيس مكتب المخيمات والمعسكرات، عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة محمود شلغين، تحدث عن أهداف المخيم المتمثلة في إعداد شباب واعد ومنتج، وقادر على العطاء والمبادرة المجتمعية، ليكون عنصراً فعالاً في مجتمعه، ومن أجل ذلك كانت البداية بإقامة دورة للمدربين المشاركين في المخيمات قبل انطلاقها، شارك فيها 35 متدرباً، تم اختيار 15 منهم للمشاركة في المخيمات الصيفية، وجرى التركيز خلالها على محاور ثلاثة حول مهارات الحياة، والانتماء والمواطنة، والمبادرات المجتمعية والمشاريع الصغيرة، وهذه العناوين كانت في الوقت ذاته برامج عمل أساسية في المخيمات المركزية.
وكانت الفئة المستهدفة هي فئة المتميزين والمبدعين في كل فعاليات منظمة اتحاد شبيبة الثورة، إضافة للمتفوقين دراسياً، وجاءت المخرجات جيدة من خلال المبادرات المجتمعية التي أطلقها الشبيبيون بالتعاون مع وزارة التربية، وستتم الإضاءة على المبادرات الخلاقة منها وتبنيها في الأيام المقبلة، وإصدار كراس يتضمن تلك المبادرات، ونعمل على تطبيقها مع مطلع العام الدراسي القادم، لأن بعضها يستهدف الشرائح من ذوي الدخل المحدود في موضوعات اللباس المدرسي والكتاب المدرسي، وإصلاح المقاعد المدرسية، وتدوير النفايات.
وقدم الشبيبيون بعض المشاريع الصغيرة كتصميم جهاز لاستخراج الهيدروجين، الذي يمكن أن يساعد في تشغيل سيارة من دون وقود، أو توليد الطاقة الكهربائية، وتصنيع كاوٍ كهربائي.
وبالمحصلة تم توزيع المشاركين 100 شاب وشابة على 5 مجموعات وكل مجموعة قدمت على الأقل 3 مبادرات.
وبيّن رئيس مكتب المخيمات والمعسكرات أن الفترة القادمة، وخاصة في الشتاء لن تشهد توقفاً للمخيمات كما اعتدنا سابقاً، بل ستكون هناك مخيمات لمدة يوم على الأقل الجمعة أو السبت لاستقبال المتميزين وتلبية احتياجاتهم، والتأهيل المستمر للكوادر والعمل على عناوين جديدة كالمناظرة والحوار وأهميته وآليته.
تعزيز مفهوم التميز
أمين فرع ريف دمشق لاتحاد شبيبة الثورة كنان كرنبة قال: لم يغب فرع ريف دمشق عن المخيمات المركزية، إذ أقمنا في عام 2015 مخيماً في منطقة الصبورة وخلال أعوام 2017- 2018 -2019 في بلودان وكانت تستقبل على مدار شهر كامل المتميزين وطلاب الإعدادي والثانوي والمتفوقين وأبناء الشهداء، كما أقمنا مخيماً للكشافة، واللافت في المعسكر الحالي في قرية الروضة هو التميز عند الشبيبيين بأكثر من مجال وبعضها لم نستطع استثمارها كقراءة الروايات والسباحة عند بعضهم ممن يملكون أكثر من تميز.
نشاطاتنا تركزت على تعزيز مفهوم التميز، ليكون لديهم الحافز، وعلى هذا الأساس كان الترشح للمشاركة في المخيم اعتماداً على أولويات التميز والتفوق، وحرصنا على التنوع، فضم فريق ريف دمشق المشاركين من القلمون والكسوة والنبك ويبرود وأماكن أخرى، من أجل الاستمرار معهم ليشكلوا بصمة في المستقبل ينقلون ما تعلموه إلى رفاقهم في مناطقهم.
وعملنا في بداية المخيم على كسر الجليد والتعارف من خلال توزيع 100 شبيبي على 5 مجموعات، وفي كل مجموعة كانت سورية الصغرى بأطيافها حاضرة من أجل التعرف على الثقافات الموجودة في كل منطقة بالمحافظات، والعادات والتقاليد وكذلك اللهجات، إضافة للعمل على مفهوم المواطنة والانتماء، من خلال أنشطة تفاعلية على مدار اليومين الثالث والرابع من المعسكر، واختتم بنشاط خارجي من خلال مسير للتعرف على المنطقة عبر إشارات التتبع، وجاء اختيار المدرسة علمياً بعد دراسة عميقة، كما قمنا بزيارة إلى مغارة موسى وفندق بلودان الكبير وجولة بمنطقة بلودان وزيارة إلى معمل بقين للاطلاع على طريقة العمل والتعبئة ومكان النبع، وتعززت تلك المبادرات المجتمعية بحفلات السمر التي تقام مساء كل يوم.
خاص بالمتميزين
بدوره أمين فرع القنيطرة لاتحاد شبيبة الثورة قائد المعسكر خالد الخالد بيّن طرق انتقاء المشاركين في المعسكر، التي تركزت على ترشيحات فروع الشبيبة للمتميزين والمبدعين كل حسب اختصاصه سواء في العلوم، أم في الشعر والغناء والعزف، وعملنا منذ اليوم الأول لتحقيق الأهداف والنشاطات لغرس قيم المسؤولية في نفوس شبيبتنا ، فركزنا على التعرف على الثقافات والتقاليد لدى الجميع، لنكون في نهاية المعسكر قد حققنا الفائدة بالتمازج بين تلك الثقافات، ولننقل ذلك لفروعنا وروابط شبيبتنا في المحافظات بالتعاون مع المجتمع الأهلي.
وأضاف قائد المعسكر: كانت هناك نشاطات موازية تحدث عنها رئيس مكتب المعسكرات، ومبادرات عديدة وبعض الاختراعات المعبرة، وهناك مبادرات تم إعدادها لننطلق بها بالتعاون مع المجتمع الأهلي.
أما على صعيد التجاوب والانسجام فساده في اليوم الأول نوع من الجمود والحذر، لكنه في الأيام التالية تلاشى بدلالة أن أكثر من 25 شبيبياً من المشاركين طلبوا منّي العمل على تمديد المعسكر لمدة يومين أو أكثر لأنهم كما قالوا: «موحابين نترك رفقاتنا».
وقالت نائب قائد المعسكر- عضو قيادة فرع دمشق لاتحاد شبيبة الثورة المحامية آلاء علي: قبل القدوم للمعسكر كانت هناك استمارات خاصة بالمتفوقين تم توزيعها على كل مكاتب الفرع لاختيار المتفوقين الثلاثة في كل مسابقة، وتم إرسال الاستمارات لقيادة الاتحاد التي اختارت 6 من فرعنا متفوقين في العزف والشعر والإعلام.
وأضافت: في بداية المعسكر عملنا على الجانب التنظيمي، والتأكيد على الالتزام بالقواعد الأساسية لطريقة الدخول والخروج، وعدم التأخر عن الاجتماعات، وأهمية العمل التطوعي والتنوع في إشغال الغرف المخصصة للشبيبيين لتحقيق الدمج بين فروع المنظمة، لتجاوز حالة الخجل التي ظهرت عند بعض الشبيبيين في الأيام الأولى لنعطيهم قيمة مضافة كانت أساس عملنا لتحقيق الاندماج والانسجام بين المحافظات كلها.