عيد صاحبة الجلالة
«عيد بأية حال عدت يا عيد» هذه المقولة تنطبق على عيد الصحفيين الذي مرّ منذ أيام، ولم يحمل من العيد سوى الاسم فقط، فهذا العيد يمرّ كأي يوم لا نشعر ولا ندري به سوى من المباركات التي «يطرش» بها «الفيسبوك».
وفعلاً صدق من أطلق على الصحافة «مهنة المتاعب» التي نذوب بها كالشمعة لنضيء الدروب، نعيش مشكلات الآخرين وننغمس كلياً في هموم الناس والمجتمع، ونبحث عن مكامن الخلل لتلافيها، ننسى أو بالأصح مضطرون أن نتناسى مشكلاتنا وهمومنا، والبعض يستغرب أن لدينا مشكلات، فهم يظنون أن كل الأبواب مفتوحة أمامنا، وكل طلبات العاملين في هذه المهنة «صاحبة الجلالة أو الفخامة » مستجابة.
لكن في الواقع نحن نكتب عن مشكلات الناس وهمومهم ونوجه الأضواء الكاشفة إلى أماكن الخلل ونسهم في كثير من الأحيان في وضع الحلول، لكن وللأسف نحن أحوج ما نكون لمن يكتب عن همومنا ومشكلاتنا ، وينطبق على الصحفيين المثل القائل «الإسكافي حافي» ، فما زالت مطالبنا تتكرر في كل الاجتماعات واللقاءات مع المعنيين، وللأسف «مكانك راوح» ولا نقطف منها سوى الوعود تلو الوعود، في حين أن زملاءنا في الاتحادات والنقابات الأخرى يتمتعون بالعديد من المزايا والعطايا التي نحلم بها وبتنا نحسدهم عليها.
ومن مطالبنا تأمين أدنى مستلزمات وأساسيات العمل الصحفي وكأن مؤسساتنا الصحفية غير معنية بها والتي نتحملها على حساب لقمة العيش، تعويض طبيعة العمل الحقيقي، تعويض النقل والتنقل والذي يحتاج مصاريف كبيرة في ظل الأوضاع الحالية، فالحركة هي عصب العمل الصحفي الميداني، الاستفادة من الجمعيات السكنية للصحفيين والتي مازالت حلماً للكثيرين، تحقيق العدالة في الاستكتاب بين الزملاء في المؤسسات الإعلامية، سهولة الحصول على المعلومة فما زال الكثير من التعقيدات والعثرات توضع في الطريق أمام الصحفي برغم كل التوجيهات والأوامر والتصريحات الواضحة التي تؤكد على فتح الأبواب، لكن للأسف نراها موصدة وبأقفال ثقيلة عند البعض، موضوع السفر والمهمات الخارجية بات أمراً منسياً نتيجة الظروف الحالية، تخصيص شاليهات للصحفيين والاستفادة من استثمارات تحسن من الواقع الخدمي والمعيشي للصحفيين مازالت وعوداً يجترها الزمن، كما ونأمل تأميناً صحياً حقيقياً وليس تأميناً ندفع القسم الأكبر منه من جيوبنا، فهذه المهنة تخلف وراءها جملة من الأمراض لا تظهر إلا لاحقاً .. والقائمة تطول ولكن سأتوقف هنا كي لا نتهم «بالنق» … وكل عام وأنتم بألف خير زملائي الأعزاء.