هل حقق الغزو العسكري الأميركي لأفغانستان أهدافه “النبيلة”؟

تتظاهر بعض وسائل الإعلام الغربية بأن التسريبات التي نشرت عن الحرب في أفغانستان غير موجودة وأن استيلاء طالبان على السلطة هو نوع من المأساة الصادمة بدلاً من الاعتراف بأن هذا الشيء كان واضحاً و يعرف الجميع بوقوعه لأن الإدارة الأمريكية كانت تكذب عن عمد بشأن العمل على إنشاء حكومة مستقرة في أفغانستان طوال هذا الوقت.

وجاء في مقال نشره موقع” انفورميشن كليرينغ هاوس” التالي: إذا كان لدى الولايات المتحدة إعلام حر وكان فيها أي شيء يشبه الديمقراطية، فإن هذه الحكومة لن تهرب من تبديد آلاف الأرواح وتريليونات الدولارات في حرب استمرت عشرين عاماً لم تنجز شيئاً سوى “إثراء البعض” ولكانوا حريصين على التأكد من أن الجمهور يفهم مدى سوء استغلال حكومتهم لهم, بدلاً من التباكي على فقراء الشعب الأفغاني.

وتابع المقال: أما الأشخاص الذين يعتقدون أن التدخل الأمريكي يحل المشاكل لم يحاولوا أن يطلعوا على الأدلة الكثيرة التي تؤكد خطأ هذه الفرضية.

إذ ليس على الولايات المتحدة أن تغزو كل دولة في العالم لتحل مشاكلها. فقد كان لديهم عشرين عاماً لبناء دولة مستقرة في أفغانستان. فهل هذا ما كانوا يحاولون فعله؟ وهل ستكون النتائج مغايرة إذا استمروا عشرين عاماً آخر؟

وأضاف المقال: من يعتقد أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة في أفغانستان حتى لا تتولى طالبان زمام الأمور، فعليه أن يتحلى ببعض النزاهة والصدق الفكري ويعترف بأن هذا ما هو إلا احتلال دائم. إذ لم يتم إنجاز أي شيء خلال تلك السنوات العشرين بأكملها لصالح الأفغان فالخطة الأميركية كانت تسير على مبدأ البقاء والنهب قدر الإمكان حتى يأتي موعد المغادرة.

وأكد المقال، على أنه بعد قتل مئات الآلاف من الأفغانيين بشكل غير مشروع, يجب التوقف عن الاعتقاد بأن الاحتلال العسكري الأمريكي لأفغانستان له نيات نبيلة والتوقف عن إلقاء اللوم على ما سمي بـ”الحكومة الأفغانية الفاسدة”.

إذ لم تكن هناك “حكومة أفغانية” بل ثلة أفغان عشوائيين كانوا على استعداد للوقوف مع قوة الاحتلال التي غزت بلادهم أثناء تواجدها هناك.

وختم المقال قائلاً: يجب أن يكون “البنتاغون”, وهو الرمز الدولي للولايات المتحدة,  أكثر تمثيلاً لما تمثله تلك الأمة , إذ إن الإدارة الأمريكية تمتلك سبباً تعطيه للأمريكيين لكي يستمروا في الموافقة على سياسة حكومتهم الخارجية المعتمدة على القرصنة والقتل الجماعي إما عن طريق التجويع أو العنف العسكري, وهو أن هذه السرقة ستشتري لهم مزايا رائعة مثل الرعاية الصحية الرائعة ونمط حياة أفضل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار