بدأت محافظة السويداء بتنفيذ خطواته الأولى لمشروع زراعي كبير على تخوم باديتها، بغية إنعاشها, وتالياً تحويل آلاف الدونمات الزراعية الواقعة على هذا الشريط من «بور» غير منتجة إلى منتجة زراعياً.
رئيسة اللجنة المشرفة على هذا المشروع المهندسة سهى الجرماني قالت: بداية وبهدف إنجاح المشروعات الزراعية في البادية التي ستكون مروية حصراً، سيتم حفر العديد من الآبار الجوفية في منطقة البادية، والعمل على زراعة مزروعات ذات قيمة اقتصادية، مثلاً كالزراعات العلفية لكون القاطنين في منطقة البادية يعتمدون على تربية المواشي، إضافة إلى الزراعات الغذائية والطبية الملائمة للبيئة مثل الزعفران والشيح و الزعتر وغيرها من الزراعات التي تسهم بشكلٍ كبير في الحد من زحف الصحراء ليصار فيما بعد إلى توزيع هذه الأراضي على الأسر الأشد فقراً, وخاصة القاطنين منهم بالقرب من الأراضي المستهدفة زراعياً.
ولفتت الجرماني إلى أن الهدف من المشروع هو تحقيق الأمن المائي والغذائي لأبناء المنطقة الحدودية المحاذية للبادية وتثبيتهم بمناطقهم، علماً أنّ هذا المشروع يأتي ضمن التوجيهات الحكومية المتضمنة إيجاد مناطق استثمارية جديدة ذات تصاريف مياه جيدة والتخفيف عن مناطق الاستثمار الحالية حرصاً على مناسيب المياه الحالية, إضافة إلى استثمار الطاقات المتجددة, وخاصة أن هذه المناطق تعد من أغنى المناطق بالإشعاع الشمسي والطاقة الريحية وتالياً عدّها نواة لمشروع توليد الطاقة الشمسية والريحية يُخدم كل المنطقة مستقبلاً.
وأضافت: إن الهدف الآخر من المشروع خلق بيئة مناسبة لتربية الثروة الحيوانية في هذه المنطقة من جمال وأبقار وماعز وأغنام ودواجن, مبينة أنه تم تحديد ثلاثة عقارات من المنطقة الهامشية للبدء بالمشروع, وهي المناطق الواقعة على طريق الرشيدة – الزلف, حيث تم أخذ عينات من التربة وتحليلها لتبيان أنها خالية من الملوحة، وبينت نتائج التحاليل أنها صالحة للزراعة، كما تمت دراسة واقع توافر المياه الجوفية في هذه المنطقة، حيث نتج عن هذه الدراسة توافر هذه المياه ووجودها ضمن طبقتين, وذلك بعمق 500 إلى 600 متر، مع وجود تربة زراعية بسماكة لا تقل على 5 أمتار، حيث بدأت اللجنة برفع أعمال المسح الطبوغرافي للعقارات التي تم تحديدها من قبل الفرقة الطبوغرافية في مديرية الخدمات الفنية وبداية تم رفع 350 هكتاراً من العقار الأول المحاذي للطريق.