لا يزال فيروس كورونا ولواحقه يسيطرون على المشهد العام في أوروبا، والذي دفع الجماهير إلى الساحات، إذ تجددت التظاهرات في فرنسا السبت للأسبوع الرابع على التوالي احتجاجاً على قرار فرض الشهادة الصحية والتطعيم الإلزامي على مقدمي الرعاية.
حيث تظاهر نحو 240 ألف في أكثر من 150 مدينة في عطلة نهاية الأسبوع (يوم أمس السبت)، رفضاً لإلزامية إبراز شهادة صحية لارتياد المطاعم أو ركوب القطارات، وذلك قبل يومين من بدء سريان قرار فرض الشهادة الصحية والتطعيم الإلزامي على مقدمي الرعاية.
وقد شهدت الاحتجاجات ترديد شعارات ضد الرئيس إيمانويل ماكرون الذي نادى بضرورة أخذ اللقاح، وخاصة التي جرت في باريس، فقد ردد حشد ضم نحو ألف متظاهر، بينهم عدد من محتجي “السترات الصفر” هتافات معادية للرئيس الفرنسي، بينها “ماكرون لا نريد شهادتك الصحية” و”ماكرون لم نعد نريد سماع صوتك”، وأحاطت الشرطة بالحشد..
وأما في منطقة بروفانس- ألب- كوت دازور (جنوب شرق فرنسا) فقد تظاهر ما لا يقل عن 37 ألف شخص.
وشارك نحو عشرة آلاف في نيس و19 ألفاً في تولون وستة آلاف في مرسيليا. وفي الشمال، نظمت تظاهرات في ليل وريمس ودانكرك.
ولفت عدد من المتظاهرين إلى أنهم يرفضون أن يكونوا “فئران تجارب” للقاحات الجديدة. لكن قسماً كبيراً من المتظاهرين، وبعضهم حصل على اللقاح، يرون في فرض التصريح الصحي “إجباراً مستتراً على تلقي اللقاح” وفرض “مجتمع رقابة”.
بدورها أعلنت وزارة الداخلية أن 237 ألف شخص شاركوا في تظاهرات السبت. كما أحصت السلطات 198 تحركاً وتوقيف 35 شخصاً إضافة إلى إصابة سبعة من عناصر الأمن بجروح طفيفة.
واعتباراً من الاثنين، يفترض تقديم شهادة تطعيم، أو فحص يثبت عدم الإصابة بكوفيد، أو شهادة شفاء من المرض، لدخول المقاهي والمطاعم والمسارح والمعارض التجارية وللقيام برحلة طويلة في طائرة أو تدريب.
هذا المشهد لم يقتصر على فرنسا ، إذ كان المشهد ذاته في إيطاليا، فقد تظاهر أكثر من ألف شخص في وسط روما ضد الشهادة الصحية ومن أجل “الحرية”، فيما سار الآلاف في ميلانو، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية.
وأما في نابولي تجمع نحو مئة شخص للغرض نفسه هاتفين “ارفعوا أيديكم عن الأطفال” و”عار، عار”.
وأيضاً في إيطاليا واعتباراً من الجمعة باتت الشهادة الصحية إلزامية لدخول صالات السينما والمتاحف والمطاعم وممارسة الرياضة في الأماكن غير المفتوحة.