“المؤونة” خارج حسابات معظم الأسر في دير الزور
زادت معاناة أبناء محافظة دير الزور من مشكلة الانقطاعات المتكررة والطويلة للتيار الكهربائي ، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير ، وهذا الأمر أثر في الحركة خلال ساعات الصباح ، وكذلك أثر في محتويات الثلاجات ، إذ اضطرت الكثير من الأسر إلى الاستغناء عن محتوياتها ، حيث كانت تفيض في أوقات من السنة ، وكما يسميها أبناء المحافظة ” مؤونة شتوية ” .
ارتفاع درجات الحرارة الكبير وحسب الأرصاد الجوية وصل بين 43 درجة ، وحتى 45 درجة ، وهذا الأمر حرم أبناء المحافظة النوم من جهة ، ومن جهة ثانية حرمهم الماء البارد ، ما اضطر الكثير من الأسر إلى هجر الثلاجات وقامت بتفريغها بعد أن جنت الكهرباء على محتوياتها ، وتسببت في تلفها ، وبات البديل في عملية تجفيف بعض الأنواع مثل “الباذنجان والكوسا والخيار والبامياء” ، وهذا ما تمتاز به الأسرة في دير الزور.
وفي حديث أسعار هذه المواد فهي تبدو مكلفة , ووصل سعر كيلو البامياء إلى ١٣٠٠ ليرة والباذنجان ٥٠٠ ليرة والكوسا ٧٥٠ ليرة والخيار تراوح بين ٦٠٠ وحتى ٩٠٠ ليرة وتحتاج الأسرة وفي حساب تقريبي إلى ٢٥ كيلو من البامياء تقريباً للمؤونة وسعرها يصل إلى ٣٠ ألفاً تقريباً والحال كذلك بالنسبة للكوسا والباذنجان والخيار وتحتاج الأسرة إلى ٢٥٠ ألف ليرة في حال اعتمدت التجفيف للمواد التي ذكرتها.
أما بالنسبة لمؤونة الجبن ومع ارتفاع سعر الكيلو الواحد إلى سبعة آلاف ليرة وإذا افترضنا أن الأسرة الواحدة بحاجة إلى ٣٠ كيلوغراماً من الجبن فهي تحتاج إلى ٢١٠ آلاف ليرة لهذا النوع فقط .
مواطنون يتحدثون
بدرية أم رياض سيدة ستينية تحدثت بأن كل محتوى الثلاجة تم الاستغناء عنه ، وهذا يعود لانقطاع الكهرباء في دير الزور ساعات طويلة والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة .
من جانبها أم محمد أكدت الكلام بأن الحرارة المرتفعة ، وانقطاع الكهرباء المتكرر شكّل معاناة ، وحتى الماء لم يعد يبرد .
أم عمر سيدة في الخامسة والثلاثين من عمرها قالت: استغنينا عن كل شيء في الثلاجة والآن نعتمد على ( اليابس ) وتقصد به تجفيف الباذنجان والكوسا والبامياء…
مشاريع صغيرة حاضرة
وفي ظل هذه الظروف التي تمر بها سورية اقتصادياً بسبب الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، فقد بدأ الكثير من الأسر بمشاريع صغيرة لتسد القليل من الرمق والاحتياجات اليومية من خلال تجهيز “المؤونة” وبيعها وخاصة الخضار الموسمية في دير الزور ، والتي تمتاز بها مثل البامياء والباذنجان والكوسا والخيار أو كما تعرف لدى أبناء المحافظة بالخضار الزورية.
المكدوس خارج الحسابات
وكما هو معروف مع بداية موسم الباذنجان الزوري تبدأ الأسرة بتجهيز المكدوس ، واليوم بات خارج الحسابات ، ويعود سبب ذلك إلى ارتفاع سعر الجوز الذي تجاوز سعره ٢٥ ألف ليرة للكيلو الواحد وحتى في حال استخدام الحل البديل وهو الفستق فسعره وصل إلى أكثر من عشرة آلاف ليرة ، وكذلك ارتفاع سعر ليتر الزيت الذي وصل إلى ٧٥٠٠ ليرة ووصل سعر عبوة سعة أربعة ليترات إلى ٣٠ ألف ليرة ، وهذا ما دفع الكثير من الأسر إلى تجاهل هذا الموضوع واعتباره ( كان يا ما كان ) .
وكذلك الحال بالنسبة لمادة الكشك التي تصنع في كل منزل, فجميع المواد الداخلة في صناعته شهدت ارتفاعاً كبيراً فاللبن وصل إلى ١٢٠٠ ليرة للكيلو وغيره من المواد الأخرى.
خلاصة الكلام
وضع الكهرباء والانقطاعات الطويلة والمتكررة وكثرة الأعطال غيرّت مجرى حياة المواطن في دير الزور ، ليس من جانب “المؤونة” فحسب ، بل على أكثر من جانب في ظل غياب الحلول ، والتي باتت أمراً صعباً.
ومن طرف آخر باتت “المؤونة” تشكل عبئاً مادياً كبيراً على الأسرة في ظل هذه الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب على سورية.