هدم الاحتلال الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين عشرات المنازل والمنشآت الفلسطينية في القدس المحتلة والأغوار وبيت لحم بالضفة الغربية مستغلاً صمت المجتمع الدولي تجاه معاناة الفلسطينيين المتفاقمة وتجاهله مطالباتهم المستمرة باتخاذ خطوات عملية تلزم الاحتلال بوقف عمليات الهدم التي تعد جريمة تطهير عرقي وفق القوانين والأعراف الدولية.
48 عائلة شردها الاحتلال يوم الأربعاء الماضي وهدم منازلها في خربة إبزيق بالأغوار الشمالية كما هدم مدرستها والعيادة الصحية الوحيدة فيها وعلاوة على تركهم في العراء منع الفلسطينيين من إيصال الماء والغذاء لهم لتهجيرهم وتوسيع عمليات الاستيطان.
الخارجية الفلسطينية أدانت تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عمليات الهدم والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين مطالبة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته واتخاذ إجراءات “حاسمة” لوقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في الأغوار معتز بشارات أكد في تصريح لمراسل سانا أن الاحتلال يستولي على 261 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في الأغوار وهي أراض زراعية خصبة وغنية بالآثار ويدمر بشكل ممنهج كل مقومات الحياة فيها لإفراغها من الوجود الفلسطيني وتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية.
وأشار بشارات إلى أن مساحة خربة إبزيق تبلغ 45 ألف دونم وتقع بالقرب من جدار الفصل العنصري مبيناً أن الاستيلاء عليها يمكن الاحتلال من قطع التواصل الجغرافي بين الأغوار وباقي مناطق الضفة الغربية والوصل بين البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي الأغوار والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وبيّن الخبير في شؤون الاستيطان عارف دراغمة أن الأغوار التي تشكل 28 بالمئة من مساحة الضفة الغربية تواجه حرب تهويد شرسة حيث هدم الاحتلال منذ بداية العام الجاري 231 منزلاً ومنشأة وسلم إخطارات بهدم 320 منزلاً ومنشأة أخرى خلال الفترة القادمة كما أنه استولى على 35 بئر ماء لحرمان الفلسطينيين من زراعة أراضيهم بهدف التضييق عليهم وتهجيرهم.
ولفت دراغمة إلى أن الاحتلال أقام 36 بؤرة استيطانية على أراضي الأغوار ويقوم بتوسيعها باستمرار لعزل القرى والبلدات الفلسطينية في المنطقة عن بعضها مشدداً على أن الفلسطينيين يواجهون الاحتلال بثبات وسيفشلون كل محاولاته لاقتلاعهم من أرضهم.
ولا يختلف الحال في القدس المحتلة عن الحال في الأغوار الشمالية حيث يواصل الاحتلال تنفيذ مخططاته لتهجير أهلها تارة بهدم منازلهم أو تسليمها للمستوطنين وتارة بقطع أرزاقهم ففي بلدة حزما شمال المدينة هدم الاحتلال 18 محلاً تجارياً قبل يومين.
وبين المتحدث باسم أهالي سلوان في القدس المحتلة فخري أبو ذياب أن لبلدة حزما موقعاً جغرافياً استراتيجياً حيث تقع على الطريق الواصل بين القدس ورام الله ونابلس لافتاً إلى أن الاحتلال يحاول الاستيلاء عليها لربط المستوطنات المقامة على أراضي رام الله ونابلس مع القدس وتنفيذ مخططات الضم.
وأشار أبو ذياب إلى أن الاحتلال هدم خلال الشهرين الماضيين 48 منزلاً وأخطر بهدم 890 منزلاً ومنشأة في القدس المحتلة مطالباً المجتمع الدولي بإلزام سلطات الاحتلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي ووقف جرائم التهجير القسري والتطهير العرقي التي يرتكبها بحق الفلسطينيين.
وفيما يهدم الاحتلال منازل ومنشآت الفلسطينيين يقيم مئات الوحدات الاستيطانية على أراضيهم في مدينة بيت لحم حيث أوضح مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية أن الاحتلال هدم عدداً من المنشآت الزراعية في قرية وادي رحال جنوب المدينة بهدف توسيع عمليات الاستيطان في القرية وبدأ تنفيذ مخطط لإقامة 510 وحدات استيطانية على أراضي بلدتي بيت فجار وكيسان في جنوبها أيضا كما أنه يجرف مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين لشق طرق تربط بين المستوطنات المقامة على أراضي المدينة وتحاصر القرى والبلدات الفلسطينية تمهيداً لتهجير أهلها.
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن الاحتلال يهدم منازل ومنشآت الفلسطينيين في الضفة الغربية ويستولي على 85 بالمئة من مصادر المياه والموارد الطبيعية لحرمان الشعب الفلسطيني من جميع مقومات الحياة مشدداً على أنه مهما بلغت جرائم الاحتلال سيواصل الفلسطينيون الصمود والمقاومة دفاعاً عن أرضهم ووجودهم وحقوقهم المشروعة.