وسط غياب الرقابة.. سائقو «سرافيس» في اللاذقية يتقاضون ضعف التسعيرة

برغم صدور تعديل تعرفة الركوب للسرافيس العاملة على خطوط اللاذقية، لم يلتزم معظم سائقي السرافيس بالتعرفة الجديدة، وبقي كل منهم يسعّر على هواه، ضارباً عرض الحائط بالمخالفات التي تلوّح بها المحافظة لناحية تقاضي أجور زائدة.
في كراج جبلة، الازدحام على أشدّه في ساعات الصباح والظهيرة، حيث يتدافع المنتظرون تحت أشعة الشمس للظفر بمقعد داخل السرفيس, ولو جلسوا خمسة في الصف الواحد بدلاً من ثلاثة.
ريم طالبة جامعية تقول لـ«تشرين»: لا يزال الانتظار الطويل في الكراج للظفر بمقعد داخل سرفيس هو المعاناة اليومية التي لم تجد طريقها للحل برغم كل المناشدات، وقد زادت هذه المعاناة مع زيادة تعرفة الركوب ضعفين من دون حسيب أو رقيب.
وأضافت ريم: تم تحديد تعرفة الركوب بين كراجي جبلة واللاذقية بـ٢٦٠ ليرة إلا أن سائقي السرافيس لم يلتزموا بالتسعيرة، إذ يطلبون منّا دفع ٤٠٠ ليرة، وفي ساعات الذروة ٥٠٠ ليرة.
بدوره، يقول نادر علي- موظف: عدا عن تقاضي أجور زائدة، فإن سائق السرفيس يفرض علينا أن نجلس أربعة في الصف الواحد بحجة الشفقة على المواطنين المنتظرين، مضيفاً: لو كان حقاً يشفق علينا لما كان تقاضى ٥٠٠ ليرة أجرة راكب بدلاً من ٢٦٠ ليرة.
إلى كراج اللاذقية، تعيد طوابير المواطنين المنتظرين عند مدخل الكراج إنتاج نفسها في ظل شح السرافيس، إذ اشتكت انتصار من أنها دفعت ٤٠٠ ليرة أجرة سرفيس من القرداحة إلى اللاذقية أي ضعفي التسعيرة الرسمية التي لم يطبقها أحد.
والأنكى حسب أكرم أن هناك أصحاب سرافيس لم يلتزموا بوضع اللصاقة التي تتضمن التعرفة الجديدة، وإذا حاجج الراكب السائق بأنه لماذا يتوجب عليه دفع أكثر من التعرفة التموينية، يبادره السائق على عجل أن باستطاعته أن ينزل من السرفيس إذا لم يعجبه الحال وأن يشتكي.
وأشار أكرم إلى أن السائقين العاملين على الخطوط نفسها يبدو أنهم اتفقوا فيما بينهم على تعرفة ركوب محددة، ويضيف: ثم يطالبونك بالشكوى عند تعرضك للغبن، «على من ولمن يشتكي المواطن» إذا كان الجميع يتقاضون أجوراً زائدة.
وأجمع الذين التقيناهم على غياب الرقابة التموينية التي تركت الحبل على الغارب للسائقين للتحكم بالركاب، إذ قال أحد المواطنين: «التموين» غائب عن واقع النقل، حاله في ذلك كحاله في الأسواق التي تشهد ارتفاعاً جنونياً في الأسعار من دون حسيب أو رقيب، ويضيف: يطالبونك أن تشتكي، فماذا عن مهمتهم هم إذا كان ينبغي على المواطن أن يقوم بواجبهم.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سامر سوسي، كعادته، لم يرد على اتصالاتنا، ما يجعلنا لا نستغرب لماذا تغيب ثقافة الشكوى عن الشارع, ولماذا يتمادى المخالفون في تجاوزاتهم؟.
بدوره، قال عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع النقل مالك الخيّر لـ(تشرين): تم فرض وضع تعرفة الركوب الجديدة في مكان بارز داخل السرفيس وعلى بابه من الخارج حتى يكون واضحاً ومقروءاً من قبل جميع الركاب، وقد وجهنا شرطة الكراج بعدم السماح لأي سرفيس بالخروج أو الدخول إلى الكراج من دون أن تكون التعرفة ملصقة بالمكان المحدد.
الخيّر أكد أن المكتب التنفيذي وعناصر الشرطة والتموين لا يستطيعون التواجد على خطوط السير جميعها في المحافظة ريفاً ومدينة في الأوقات جميعها، وشدد على أن متابعة موضوع تقيد السائقين بتقاضي التعرفة المحددة هي مسؤولية المواطن الذي يجب عليه دفع التعرفة المحددة وإعلام دوريات الشرطة والتموين في حال أي مخالفة.
ولفت الخيّر إلى أنه خلال جولاته اليومية إلى الكراجات يطلب من الركاب التقيد بدفع التعرفة المحددة أمام السائق، مبيناً أن لديه قائمة فيها أرقام ٢٧٢ سرفيساً سيتم إيقاف مخصصاتها من مادة المازوت وذلك لتقاضي أجور زائدة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار