الأزمة السياسية التي تعصف بتونس بين الرئاسة والقوى السياسية، انعكست على المشهد والشارع التونسيين بخطوات اتخذها الرئيس قيس سعيد استجابة للاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخراً ضد حركة “النهضة” الإخوانية، هذه الخطوات التي لاقاها الشارع التونسي بين التأييد والرفض..
وفي مستجدات الأحداث على الساحة التونسية بعد قرار سعيد تجميد عمل البرلمان وتعليق حصانة كل النواب، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها عدة مدن، قالت الرئاسة التونسية في بيان لها: إن الأمر بتجميد أنشطة البرلمان التونسي سيستمر 30 يوماً، مؤكدة أن قرارات الرئيس سعيّد، جاءت بعد استشارة كل من رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب، وعملاً بالفصل 80 من الدستور.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “الشروق” التونسية أن الأمن كثف تواجده في محيط البرلمان، تحسباً لوقوع مناوشات بين أنصار الرئيس والرافضين لقراراته.
ومنعت قوات الجيش التونسي راشد الغنوشي، رئيس البرلمان وزعيم حركة”النهضة” من دخول مبنى البرلمان بعد ساعات من إعلان الرئيس سعيد تجميد نشاط البرلمان التي شهدت ساحاته حالة من الاحتقان بعد تجمع أنصار “النهضة” وأنصار الرئيس، وزعم أنصار “النهضة أن قرارات سعيد “انقلاب”، في حين رفع أنصار الرئيس شعارات تعبر عن دعمهم ومساندتهم لقراراته.
ليس هذا من جانب النهضة فحسب بل ذهب الغنوشي، أبعد من هذا ودعا “التونسيين إلى النزول إلى الشوارع لإنهاء ما وصفه بـ انقلاب”.
التونسيون فاجأتهم خطوات الرئيس أطلقوا هاشتاغ #قيس_سعيد وعلقوا من خلاله على المستجد في بلادهم، وكثير منهم وصف خطوة الرئيس بالجريئة لإنقاذ تونس من الفساد واللا مساواة، ومنهم من رأى بإجراءاته لإقصاء “الإخوان المسلمين” من العملية السياسية في البلاد.
واحتفل أنصار سعيد بقراره الذي رأوا فيه إسقاطاً لحركة “النهضة” الإخوانية، بالهتافات والزغاريد وإطلاق أبواق السيارات والألعاب النارية، ومثلت الحشود التي تجمعت في ساعة متأخرة من مساء الأحد خرقاً لحظر التجول المفروض بسبب تفشي وباء كورونا.
إلى ذلك نشر التلفزيون التونسي صوراً حصرية للرئيس قيس سعيد وسط حشود المحتفلين بقرارات إقالة رئيس الحكومة وتعليق عمل البرلمان في شارع الحبيب بورقيبة، بالعاصمة التونسية.
ويرى محللون، أن خطوة سعيد الذي عبر عن رغبته العلنية مراراً في تعديل النظام السياسي والذهاب إلى نظام رئاسي، تشكل منعرجاً جديداً في مسار الانتقال السياسي الذي بدأ في تونس في 2011.